خبيران موريتانيان يوجهان نداء للشباب

أحد, 03/03/2019 - 18:55

وجه الخبيران الموريتانيان الدوليان محمد المنير، وعبد الرحمن اليسع نداء مشتركا للشباب الموريتاني، طالباه من خلاله بـ"تحمل مسؤولياته في المرحلة القادمة والمساهمة في تجديد الخطاب والطبقة السياسيين، عبر صياغة مشروع يتعامل مع التحديات الراهنة ويعيد النقاش السياسي إلى أرضية الأفكار بدل خلافات الأشخاص".

وقال الخبيران الدوليان في النداء الذي وصلت اطلس انفو نسخة منه إن الهدف من ندائهما هو "المساهمة في إحداث تغيير جذري يشرك الشباب في صياغة عقد اجتماعي جديد يعكس تطلّعات وأولويات الشعب الموريتاني بكل أطيافه".

كما أن من أهدافه "إعادة الاعتبار للنضال والالتزام السياسي من ناحية والقطيعة مع الثنائية العقيمة التي تتجاذب النخبة والتي تتجسد في الخيار بين التواطئ أو الاستقالة من الشأن العام"، وأكد تجرد مبادرتهما "من أي حسابات ضيقة أو انتماء حزبي، حيث لا يسعى أصحابها لأن يتم إشراكهم في إدارة التغييرات المقترحة بقدر ما يأملون أن يتبنى الشباب الفكرة الكامنة من ورائها".

وذكر الخبيران الدوليان بأن موريتانيا تمتلك العديد من الفرص التي يمكن أن تمثل، إذا استغلت بحكمة، نقاط قوّة لتسريع وتيرة التنمية، من بينها: الأراضي الشاسعة ووفرة الموارد الطبيعية، الدينامية الديموغرافية القوية ونسبة الشباب المرتفعة، العقيدة الدينية المشتركة، التعددية الثقافية، التكامل بين المناطق المختلفة ووجود جالية خارج البلد غنية بالكفاءات والمهارات التي يمكن تسخيرها لخدمة البلد.

واعتبرا في النداء الذي حمل عنوان: "نداء الأمل: لنبني معا موريتانيا الغد" أن "إعادة موريتانيا إلى مسار البناء يتطلّب وضوحا في الرؤية لفهم ومواجهة التحديات، إضافة إلى كثير من التفاؤل وإرادة قوية لإيجاد حلول تؤدي إلى تغييرات سريعة تلبي طموحات الشعب".

واقترح الخبيران جملة من الأولويات والإصلاحات، من بينها وضع المواطن في صميم الأولويات وتعزيز قدرة الدولة على تلبية احتياجاته الأساسية، الاستثمار في الشباب والتجاوب مع تطلعاته، وصياغة رؤية وخطة شاملة للشباب بحلول سنة 2030، واستعادة حيادية المؤسسات ومصداقيتها، تعزيز التماسك الاجتماعي، وضمان تكافؤ الفرص بين أبناء البلد الواحد، ووضع سياسة فعّالة للتشغيل.

ورأى الخبيران أن موريتانيا وبعد ستة عقود على استقلالها، ما زالت عاجزة عن تحقيق وعود الازدهار والتنمية.. كما أنها تعيش البلاد اليوم على وقع تحولات اجتماعية تحمل مخاطر جسيمة يمكن أن تعصف باستقرارها وترهن مستقبلها.

وعدد الخبيران التحديات التي تواجه البلاد ومنها أزمة نموذج الحكم الموروث عن الفترة الاستعمارية وما بعد الاستقلال والقائم على المحاصصة وتوزيع المنافع على الوجهاء والمقربين من السلطة، والتطور السريع لمستوى الوعي واليقظة لدى الرأي العام، وتآكل التماسك الاجتماعي، من خلال تلاشي آليات التضامن الاجتماعي التقليدية، وتصاعد الأصوات المنادية إلى الانزواء والانغلاق وراء هويات إثنية وقبلية ضيقة، وإغراءات الهجرة، إضافة لمخاطر انتشار التطرف العنيف كردة فعل "عدمية" على التهميش الاجتماعي والإحساس بالظلم وضعف التمسك بالثوابت الوطنية والدينية في مواجهة تأثيرات العولمة.

كما تواجه البلاد إشكاليات مصيرية – حسب الخبيران الدوليان – منها أزمة حوكمة، حيث يعاني المجتمع الموريتاني من أزمة أخلاقية عميقة في ظل تفكك القيم التقليدية، التي حلت محلها قيم بديلة تستند إلى المادية الجامحة، إضافة لارتفاع مستوى البطالة والهشاشة الاجتماعية، وفشل النظام التربوي، وتهميش الشباب وتضييق آفاقهم، هشاشة التماسك الاجتماعي.

وقال الخبيران الدوليان محمد المنير، وعبد الرحمن اليسع إن نداءهما موجه إلى "ضمير المواطنين من أصحاب النوايا الحسنة والغيورين على مصلحة البلد، للانخراط في مشروع من شأنه أن يُحي الأمل في صدور الناس ويضع البلد على طريق السلامة ويساهم في تكوين طبقة سياسية جديدة مؤهلة لفهم تطلعات المواطنين والذود عنها".

لقراءة النص الاصلي اضغط هنا