هل تهدف قمة مجلس التعاون إلى الحيلولة دون انهياره؟

أحد, 09/12/2018 - 13:19

يرى بعض المعلقين في صحف عربية أن القمة الخليجية الحالية تهدف إلى منع إعلان وفاة "مجلس التعاون الخليجي"، في ظل استمرار الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر.

ويصر بعض الكتاب على أن المقاطعة الخليجية لقطر ستستمر رغم الدعوة التي وجهتها الرياض لأمير قطر لحضور القمة. وتشير بعض الصحف إلى التحديات التي تواجه القمة الخليجية، وأبرزها الأزمة مع قطر ومواجهة التدخلات الإيرانية، خصوصاً في اليمن.

قمة "منع إعلان الوفاة"

في مقاله بعنوان "هل حان إنهاء مجلس التعاون؟" بصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يثير عبدالرحمن الراشد شكوكاً حول جدوى استمرار مجلس التعاون الخليجي في ظل أنه "فشل فشلاً ذريعاً في ردع الاعتداءات داخل المنظومة، وعجز عن وقف السلوك العدواني من دولة واحدة لأكثر من ربع قرن".

ويقول: "قمة اليوم لا تخفي الغمامة السياسية المظلمة، وتطرح السؤال بقوة حول مستقبل مجلس التعاون مع تعاظم التشكيك في قيمة هذا الحلف".

ويقول عبدالرحمن الراشد في ختام مقاله: "مجلس التعاون اليوم انشق إلى مجلسين وإن استمر الوضع المتأزم كما هو اليوم، فسينتهي مجلس التعاون لدول الخليج إلى غير رجعة، إلا من اتفاقات ثنائية. وليس تحاملاً لوم قطر وتحميلها المسؤولية الأكبر في خرابه، وهي الوحيدة القادرة على إنهاء التوترات. ومن المستبعد أن تتبدل سياستها في ظل استمرار سلوكها القديم حتى لو وقعت معجزة وتمت المصالحة".

وتصف "العربي الجديد" اللندنية اجتماع الرياض بأنه يمثل "قمة الحد الأدنى، المطلوب لمنع إعلان وفاة 'مجلس التعاون'...قبل أن ينهار بفعل الرغبة السعودية بفرض هيمنتها ومعسكرها على السياسات الداخلية والخارجية لبقية الدول الخليجية، وهو ما لا يقتصر على قطر، بل أيضاً ترفضه كل من الكويت وسلطنة عمان".

وتشير الصحيفة إلى أن القمة تعقد "وسط استمرار الانقسام الخليجي وتداعي منظومة دول 'مجلس التعاون الخليجي' بفعل الحصار الذي حاول فرضه محور الرياض-أبوظبي على قطر".

وترى "العربي الجديد" أن "المملكة ترغب في أن تشكّل هذه القمة محطة في مساعيها لتبييض صورتها الرسمية، للخروج من أزمتها الدولية الناتجة عن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، لكن ذلك لن يحصل، لأن لا قيمة سياسية حقيقية ولا إعلامية باتت تُعطى للقمة الشكلية".

ويشير صادق العماري في "الشرق" القطرية إلى أن هناك "حملات ضد قطر تتصاعد في وسائل إعلام دول الحصار وكأنها تريد الدفع بقطر إلى اتخاذ موقف تنتظره دول الحصار".

وبعد سرده لمجموعة الإجراءات المختلفة التي اتخذت ضد قطر، يقول الكاتب: "ما يجمع الشعوب الخليجية سعت دول الحصار لبعثرته وتبديده، بخلقها أزمة إنسانية اجتماعية داخل منظومة مجلس التعاون، ولا زال هذا ديدنها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، لكن قطر لهم بالمرصاد ولن ينالوا من سيادتها الوطنية وكرامتها الوطنية".

ويخلص الكاتب في ختام مقاله إلى أن "القمة الخليجية لن تقدم ولن تؤخر، فالمنظومة الخليجية باتت معطلة وإنجازاتها يبددها المنوط به إدارة دفة الأمانة العامة".

"ستظل المقاطعة قائمة"

ويقول السيد زهره في "أخبار الخليج" البحرينية إن "القمة أمامها ملفات كثيرة أهم بكثير من قطر وأزمتها".

ويضيف: "من المهم أن تفهم قطر أنه ما لم تغير سياساتها جذريا وتظهر إرادة حقيقية للعودة إلى الصف الخليجي العربي، فستظل المقاطعة قائمة، وستظل القضية خارج هموم القادة".

ويوجه سطان العنقري انتقادات لاذعة لقطر والعائلة الحاكمة بها، وذلك في مقاله بصحيفة "المدينة" السعودية.

ويرى الكاتب أن قمة مجلس التعاوين الخليجي هي "الفرصة الوحيدة والحقيقية لرجوع قطر لحاضنتها الخليجية والتخلي عن أسلوب المكابرة الذي لم يجلب للشعب القطري إلا كثرة المرتزقة والحرامية وسارقي أموال الشعب".

تحديات أمام القمة الخليجية

وتحت عنوان "قمة الطموحات الخليجية"، تقول "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها: "تأتي القمة الحالية في وقت تواجه فيه المنطقة هجمة شرسة تستهدف كيانها، وإدخالها في دوامة عدم الاستقرار عبر الاستقطابات السياسية الخارجية والتحالفات المشبوهة تحت يافطات عدة، تستهدف خدمة الأجندات الأجنبية التي تراهن على تفكيك التماسك الخليجي، وهو ما لن يسمح به قادة دول مجلس التعاون".

وترى الصحيفة أن "قمة الرياض ستشكل دفعة إضافية ومهمة لوضع القرارات التي اتخذت في القمم السابقة، والتوصيات المرفوعة من اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة، موضع التنفيذ، والتي من شأنها أن تعزز الشراكة الاستراتيجية بين دول المجلس في مختلف المجالات".

ويطلق حمود أبوطالب اسم "قمة الخطر الوجودي" على القمة الحالية لأن "استهداف الدول الخليجية أصبح أشد ضراوة ووضوحاً الآن"، وذلك في مقاله في صحيفة "عكاظ" السعودية.

ويقول: "إن التحديات التي تواجهها دول المجلس الآن أكبر وأخطر من أي وقت مضى (فيما يتعلق) بالتهديدات التي تواجه دوله مجتمعة كمجلس تعاون ومنفردة ككيانات قائمة بذاتها".

ويشدد الكاتب على أن القمة الحالية "لا يجب أبداً أن تكون كسابقاتها سواء في المكاشفة والمواجهة أم القرارات التي تتمخض عنها".

ويختم مقاله بالقول: "المجاملات ستكون ضارة بكيانات وشعوب الخليج عندما تصبح على حساب الواقعيه السياسية والصراحة والمكاشفة وشعوب الخليج لم تعد تتقبل الشكليات كما كان الأمر سابقاً، لأنها أصبحت مشغولة بقضاياها الوجودية التي استشعرت أخطارها في هذه المرحلة الحرجة".

يشدد علي القاسمي في "الحياة" اللندنية على أنه "لا يمكن أن تكون القمة قمةً بالاسم والمعنى ما لم تحرك المياه الراكدة وتضرب على المفاصل وتخرج بالخطوط العريضة التي لا تقبل أن يضاف بعدها سطر واحد، وتبقى جمل التخيل والوعود والاعتقاد والانتظار والأمنيات متحركة وملتهبة بشكل موسع إلى أن يحين موعد أن نكون اتحادا خليجيا فوق التحديات وضد كل التهديدات وميزان قوة يؤخذ بعين الاعتبار".

كما يؤكد على ضرورة "الاتفاق على حل جذري لا مجرد إبداء الرأي والتنازع على وجهات النظر والانتهاء عند نقطة الصفر".

مواجهة التدخلات الإيرانية

وتقول "الرياض" السعودية في افتتاحيتها: "رغم أن مسيرة العمل الخليجي المشترك واجهت العديد من العقبات، فإنها نجحت إلى حد كبير في تشكيل جبهة موحدة تصدت لمشروعات التوسع الإيراني وأخطار هددت وجود دوله كان أبرزها غزو نظام صدام حسين لدولة الكويت في عام 1990م".

كما تتساءل "اليوم" السعودية، "عما إذا كانت قمة الرياض ستنجح في إعادة تفعيل البوصلة الخليجية لمنع خرق السفينة".

وتحذر الصحيفة في افتتاحيتها مما تصفه بالتدخلات الإيرانية في المنطقة، ومنها "دخول إيران على ظهور الحوثيين إلى اليمن، وقبلها استباحة العراق وبلاد الشام من قبل ميليشيات قاسم سليماني وغيرها ".

وتشير صحيفة "اليوم" إلى أن هذه التدخلات كانت "لتحيط الخليج من كافة الجهات لولا يقظة المملكة، وسعيها لقطع الطريق على تلك القوى بالعمل سريعا على استعادة العراق للحضن العربي، والتصدي للتمرد الحوثي لإيقاف التمدد الإيراني الذي لم يعد تهديدا بل أصبح واقعا لا تزال المملكة وأشقاؤها في التحالف تتصدى له بكل قوة".