البقاء لله.. نواكشوط نصفها تحت الماء.. ونصفها يحتضر تحت القمامة

سبت, 24/11/2018 - 10:28

تكدست القمامة في كل مكان وتجمعت في أغلب احياء العاصمة نواكشوط ، حيث تصاعدت رائحتها النتنة المؤذية للمارة والخطرة على صحة المواطنين.

لقد جُمعت القمامة على الشوارع بكل نفاياتها ومخلفاتها ، وتُركت تتبدد بحرية على الطرق والأماكن العامة ، لتختفي حاويات تجميعها وشاحنات تحويلها وعمال تنظيفها ، وكذا الجهود المبذولة لجعل مدينة نواكشوططط مدينة حضرية!! وتلك كذبة قديمة.

لقد رسمت القمامة بنفاياتها ومخلفاتها لوحة يدوية ، مفادها ان العاصمة نواكشوط بعد سقوط نصفها تحت الماء ، ها هي تحتضر بالنصف الآخر تحت القمامة.

هكذا ضرب سكان نواكشوط كفا بكف أمام مشهد محير ، وقف حمار الناخب والمنتخب أمامه على حد سواء ، وتلك مصيبة من اعظم مصائب العاصمة.

إن تجميع القمامة في أماكن عامة وفي قلب العاصمة نواكشوط وتجاهلها من طرف السلطات المعنية وغياب معداتها ومستلزماتها ، لا يبدوا اخطر العوامل والمشاكل المطروحة أمام مشكلة القمامة في نواكشوط.

بل الاخطر من ذلك اتساع المكبات بين الاحياء الشعبية أمام بداية موسم الشتاء وما يرافق برودته من الانفلونزا وأمراض الربو وكثير من الامراض التي عادة ما تتفشى في موسم الشتاء .

فقد فرقت الرياح الموسمية معظم النفايات والمخلفات الخفيفة لتصل بها إلى عتبات المنازل في جميع احياء نواكشوط ، وتلك عدالة سبقت القمامة إليها.

ربما كُتب لسكان نواكشوط ان يتقاسموا المعانات ، فمنهم من تركوا منازلهم بعد ان احاطت بها المياه وغمرت البيوت ، ومنهم من تركوا مساكنهم لتتحول إلى اسواق ، ومنهم من ترك أسواقه لتهدم أمام عين أمه ، فهل سيطلب من جميع السكان اخلاء نواكشوط ؟ أوبناء عاصمة بديلة! وتلك الخطوة المتبقية.

البقاء لله.. عندما تتحول واجهة سوق العاصمة المعروف بمرصت كبيتال (الصورة) إلى مكب للقمامة فالصبر للسكان وعلى العاصمة السلام.

والبقاء لله.. عندما تخلوا سيكوجيم PS من سكانها ، وتخلوا إلا من الثعابين السامة والقطط وقطعان البقر ، فإن على العاصمة السلام.

والبقاء لله.. عند ما تخلوا معظم احياء السبخة من ساكنيها وتحتل القمامة والمياه مضاربهم فيرجى لهم الصبر ، وعلى نواكشوط السلام.

عوامل متلاحقة شكلت هاجس خوف لدى جميع سكان نواكشوط يزداد مشهده قتامة كل يوم ، وحلول غائبة لاتبدوا ممكنة على الأقل في الوقت الراهن ، وبين هذا وذاك تتوارى مدينة نواكشوط تحت القمامة.. وتلك النهاية المحتومة .. فالبقاء لله.

مولاي الحسن بن مولاي عبد القادر