5 أسباب تجعل السعودية مهمة للغرب

أربعاء, 24/10/2018 - 10:21

بعد أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف السعودية بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأنه "خطوة أولى إيجابية"، عاد وقال إنه "غير راض" عن الرواية السعودية، وأضاف قائلا إن فرض عقوبات أمر محتمل، ولكن إيقاف صفقة بيع الأسلحة للسعودية "سيضرنا أكثر مما يضرهم".

وفي وقت سابق، تعهد ترامب بفرض "عقوبات قاسية" على السعودية إذا ثبتت مسؤوليتها عن مقتل خاشقجي.

وحينها، تعهدت السعودية بالرد على أي إجراءات عقابية تفرضها قوى غربية.

لكن هل هناك من الأسباب ما يجعل الأمر معقدا؟

1 - إمدادات النفط وأسعاره يوجد في السعودية نحو 18 في المئة من الاحتياطي النفطي العالمي، وهي أكبر مصدر للنفط، بحسب منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).

ويمنح ذلك الرياض قوة كبيرة وتأثيرا على الساحة العالمية.

وكانت هناك تكهنات بأن فرض الولايات المتحدة ودول أخرى عقوبات، قد يدفع السعودية إلى تقليص إنتاجها النفطي، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

إلا أن وزير الطاقة السعودي أكد عدم وجود نية لدى بلاده لفرض حظر نفطي على المستهلكين الغربيين على غرار ما حدث في 1973، مؤكدا أن الرياض ستفصل النفط عن السياسة.

وكان تركي الدخيل مدير عام قناة "العربية" السعودية قد حذر في مقال من أن فرض عقوبات على بلاده قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية على العالم كله.

وكتب يقول "إذا كان وصول سعر البرميل إلى 80 دولارا قد أغضب ترامب، فلا يجب استبعاد أن يقفز السعر إلى 100 و200 وربما ضعف ذلك".

لكن الدخيل تراجع فيما بعد وقال إن ما كتبه رأي شخصي لا يعكس موقف الحكومة السعودية.

2 - التعاقدات العسكرية

دعا وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألمايرالدول الأوروبية إلى اتخاذ موقف مشترك بشأنصادرات الأسلحة إلىالسعودية بعد قضية خاشقجي.

وأكد على ما قالته المستشارة انغيلا ميركل إن ألمانيا في هذه المرحلة لن توافق على المزيد من صفقاتالأسلحة نظرا لما وصفه بالتفسيرات غير المرضية التي قدمتها الحكومة السعودية بشأن القضية التي تشغل العالم.

واحتلت الميزانية العسكرية السعودية المركز الثالث في ميزانية الدفاع في العالم عام 2017 ، بحسب معهد بحوث ستوكهولم للسلام.

وقد اعربت الرياض عن نيتها شراء أسلحة من الولايات المتحدة بقيمة 110 مليارات دولار، مع احتمال ارتفاع القيمة إلى 350 مليار دولار خلال عشر سنوات. ووصف البيت الأبيض الاعلان السعودي بأنه أكبر "اتفاق منفرد في تاريخ الولايات المتحدة".

ومن بين الدول الأخرى التي تمد السعودية بالسلاح بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وهدد الدخيل في مقاله أنه في حالة فرض عقوبات فإن الرياض سترد بالتوجه لروسيا والصين للحصول على ما يلزمها من السلاح.

3 - الأمن والإرهاب

تؤكد الدول الغربية أن السعودية تلعب دورا حيويا في حفظ الأمن في الشرق الأوسط ومكافحة التطرف والإرهاب.

ودافعت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عن الإبقاء على علاقة وثيقة مع السعودية رغم اتهام قواتها بارتكاب جرائم حرب في اليمن، مشيرة إلى أن الرياض "تساعد في أن يظل الناس في الشوارع البريطانية آمنين".

وتشارك السعودية في التحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وشكلت الرياض في العام الماضي تحالفا إسلاميا لمكافحة الإرهاب ضم 40 دولة إسلامية.

4 - تحالفات إقليمية

تتعاون السعودية بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ الإيراني حيث تخوض القوتان السنية والشيعية في المنطقة نزاعات بالوكالة منذ عقود.

ففي سوريا، تدعم السعودية المتمردين الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بينما تعمل إيران بالتعاون مع روسيا على دعمه.

5 - التجارة والاستثمار

وبلغت قيمة تجارة السلع والخدمات الأمريكية مع السعودية 46 مليار دولار في عام 2017 بفائض لصالح الولايات المتحدة قدره 5 مليارات دولار.

وتقدر وزارة التجارة الأمريكية أن التجارة الثنائية مع السعودية وفرت نحو 165 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة خلال عام 2015.

وفي أغسطس/ آب الماضي، جمدت السعودية أي اتفاقات تجارية جديدة مع كندا لما وصفته بتدخلها في شؤونها الداخلية، ووصفت دعوة أوتاوا لإطلاق سراح ناشطات معتقلات في السعودية بأنها انتهاك للسيادة السعودية.

كما قررت الرياض إعادة الآلاف من الطلبة السعوديين الذين يدرسون بتمويل حكومي في الجامعات الكندية.

 

 

 

بي بي سي