أمة واحدة /الإمام والداعية : إدوم ولد الجيلي

سبت, 29/09/2018 - 17:46

في وقت كثر فيه الخلاف، بسب قلة الإنصاف، و تمادي  البعض في الإرجاف، نقول للمسلمين، عليكم بحبل الله المتين، تمسكوا به إلى يوم الدين.

وطبقوا قول شاعرنا :

ــ  واجمعوا الشمل في اتفاق جديد    وذروا  الخلف فالخلاف  يبيد

 ــ  لا لخلف يدوم دهرا طويــــلا    طال ذا الخلف شاب فيه الوليد

 

ثم نقول : لا للتنابز بالألقاب ، ولا للمز و الاغتياب ، و الشك و التربص و الارتياب و تذكروا معي يا أولي الألباب ، أن ديننا دين الوفاق و الاتفاق ، و يجمع الشعوب على الإطلاق ، و دعوته تعم الآفاق .

 

 ـ وديننا يا سادة  يجمع الراعي ، والأمير، والصغير ، والكبير ، والغني ، والفقير ، و يجمع  الجديد و التليد ، والذكي ، والبليد ، والاجتهاد ، والتقليد .

ـ فتنوعنا تنوع ثراء ، ينبغي أن نستخدمه في البناء والنماء ، ليعضد بيننا المحبة والوفاء ، والصمود والإباء ، و مقارعة الأعداء ، فنطرد من جسد أمتنا كل داء، ويحقق الله لنا الرجاء

 كما قال الشاعر:

وإذا أراد الله أمرا لم تجد                 لقضائه ردا ولا تبديلا .

 

ـ فنحن كالجسد الواحد ، في التماسك ، والتعاضد.

ـ ونحن كأصابع اليد في تفاوتها ، وتناسقها وتكاملها ، فلا طويلها مستغن عن قصيرها ، ولا خنصرها مستغن عن بنصرها ، ولا وسطاها مستغن عن سبابتها ، ولا إبهامها مستغن عن جميعها.

فنكون  كما قال الشاعر :

كونوا أنتم و بني أبيكم                مكان الكليتين من الطحال .

 

ـ ونحن كالأرض إذا سقتها السماء ، بوابل الماء ، فأنبتت الحدائق الغناء.

كما قال الشاعر:

ولقد تمر على الغدير تخاله             والنبت مرآة زهت بإطار.

وكيف لا نكون في انسجام ، ولكل منا اهتمام ، يخدم به الآخر في التئام .

ـ فمنا حماة الاعتقاد ، و سالكو  طريق الرشاد ، الآمرين بالسداد ، مظهري السنة في كل ناد ، ورافعي راية الجهاد ، مرفرفة في جل البلاد ، فشانئهم أبتر وعدوهم كلب أعور.

كما قال الشاعر:

من ليس يخشى أسود الغاب إن زأرت    فكيف يخشى كلاب الحي إن نبحت

سلاحهم الصبر عند اللقاء ، و عدم الشماتة في الأعداء.

كما قال الشاعر:

قد هون الصبر عندي كل نازلة     ولين العزم حد المركب الخشن

 

ـ ومنا الزهاد ، المخبتين العباد ، معمري المساجد بالوعظ و الإرشاد  ، يحرصون على هداية العباد ، قد طهروا قلوبهم من الرياء ، و البغض و الحسد و الكبرياء ،

ولم يشغلواالناس  بالجدل والمراء ، فقلوبهم في صفاء و نقاء.

كما قال الشاعر:

وروح الروح أرواح المعاني        و ليس بأن طعمت ولا شربت.

 فعدوهم من الخاسرين ، والله يدافع عنهم أجمعين .

كما قال الشاعر:

وإذا العناية ناظرتك عيونها             نم فالمخاوف كلهن أمانوا.

 

ـ ومنا مقارعي الطغاة ، كالأسد في الغابات ، لا يبالون بالنكبات.

كما قال الشاعر:

و تجلدي لشامتين أريهم            أني لريب الدهر لا أتضعضع.

وكالحدائق المثمرات ، يخدمون الأمة في كل المجالات ، و يسعون لها في حل المعضلات ، وهم قادة في كل الأزمات ، فاليتيم كفلاؤه ، والداعية رعاته ، والضعيف حماته ، والمسكين أعوانه .

فعدوهم في صغار ، ملتحف ثوب العار ، لأنهم محبوبون ، وبإذن الله مؤيدون.

كما قال الشاعر:

كل امرئ يول الجميل محبب            وكل مكان ينبت العز طيب.

 

فهل علينا في التخصص لوم ، إن كان تخصصنا يخدم القوم ، نرفع به عن بعضنا الحرج ، و الخير في ذاك اندرج .

 

ـ فمن أراد العداء بيننا ، بنبش عيوب بعضنا لبعضنا ، قلنا أما سمعت قول شاعرنا :

عليك نفسك فتش عن معايبها     وخل عن عثرات الناس للناس.

وقال آخر :

لسانك لا تذكر به عورة امرئ        فكلك عورات وللناس ألسن.

وعينك إن أبدت إليك مساوئا     فصنها وقل يا عين للناس أعين.

 

وعليك بستر المعائب ، واعلم أنك كثير المثالب ، فاحذر أن تنهال عليك المصائب ، وتذكر القول الصائب :

و من عجب و العجائب جمة        أن يلهج الأعمى بعيب الأعور

 

و إن لم يكن لك دور في الإصلاح ، ولا سلكت طريق النجاح ، فاحفظ لسانك عن أهل الخير والصلاح ، و تذكر مقولة كالأقاح :

 

لا خيل عندك تهديها ولا مال    فليسعد النطق إن لم يسعد الحال .

 

ـ والمؤمنون إخوة ، و قد قال تعالي : ( سنشد عضدك بأخيك ).

ـ فلا تكسر جناحك ،  فتضيع آمالك ، و تفسد حالك ، فيصدق القول فيك ،

 (الطير المقصوص بين الطيور ذليل).