هل عرض ترامب التفاوضَ مع إيران مجرد "قنبلة صوتية"؟

خميس, 02/08/2018 - 11:09

علّقت صحف عربية على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قبوله التفاوض مع المسؤولين الإيرانيين من غير شروط مسبقة، في أعقاب حرب كلامية بينه وبين نظيره الإيراني حسن روحاني تضمنت تهديداً بالحرب.

ويرى كُتّاب أن هذه التصريحات هي مجرد "بالون اختبار" من ترامب يختبر به رد الفعل الإيراني، ويقول آخرون إن هذا يعكس طريقته في التعامل مع الخصوم، التي يبدأ فيها بالتصعيد اللفظي من أجل جرّ الخصم إلى التفاوض والحصول على أفضل المكاسب.

"القنبلة المدوّية"

ويقول مكرم محمد أحمد في الأهرام المصرية "لا تعرف الأسباب الحقيقية التي جعلت الرئيس الأمريكي ينتقل من التهديد العسكري المباشر لإيران وإرسال البعثات الأمريكية إلى كل بلاد العالم بما في ذلك الهند والصين للتحريض على منع شراء البترول والغاز الإيراني ... إلى طلب الحوار مع طهران دون شروط مسبقة".

ويتساءل الكاتب إن كان طلب ترامب يحمل "طابعاً تكتيكياً، أم أنه يستهدف التفاوض الجاد مع إيران".

 

ويرى أن "رفض إيران التفاوض مع الأمريكيين هو خطوة تكتيكية، لأن هدف إيران الحقيقي الآن هو الوصول إلى حالة سلام مع الولايات المتحدة خوفا من عقابها".

أما محمد خروب في الرأي الأردنية فيرى أن إعلان ترامب قبوله الاجتماع بالقيادة الإيرانية بدون شروط مسبقة "يرقى إلى مرتبة 'القنبلة المدوية' إلا إذا اعتبرناها محض قنبلة 'صوتية'، أو ارتقت إلى 'وعد' بالعودة عن قرار الانسحاب من الاتفاق النووي".

ويرجع السبب في ذلك - بحسب رأيه - إلى أن "العلاقات بين طهران وواشنطن تكاد تصل إلى نقطة اللاعودة".

ويقول: "ليس ثمة ما يبعث على التفاؤل في إمكانية حصول حوار على أي مستوى سياسي أو دبلوماسي بين الطرفين الأمريكي والإيراني، فالهوّة بينهما واسعة وإمكانية التجسير عليها تبدو صعبة، حتى لا نقول مستحيلة".

ويضيف أنه من الحكمة عدم الذهاب بعيداً في تحليل أبعاد هذه التصريحات، إذ يرى أنها "مجرد بالون اختبار، ولا نحسب أن الظروف مواتية لبدء حوار كهذا، بعد أن أمسك 'حزب الحرب' في البيت الأبيض والكونغرس بالقرار الأمريكي".

"أكبر المكاسب"

ويتساءل عبدالباري عطوان، رئيس تحرير رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، عن هذا التحوّل في موقف ترامب، مشيراً إلى أن الإيرانيين هم أكثر من يفهم ترامب "ويعرف كيف يتعاطى معه وغطرسته".

ويرى عطوان أن "استراتيجية ترامب باتت مفضوحة ومعروفة لأصغر مبتدئ في علم السياسية، فهو يصعِّد تهديداته ويكبِّر أحجاره أملا في إرهاب الخصم لجره إلى مائدة المفاوضات".

ويشير إلى أن هذا "الانقلاب في موقف الرئيس ترامب وإدارته جاء بعد أن أدرك جيداً بأن التهديدات التي أطلقها بخنق إيران اقتصاديا والتلويح بالحرب ضدها وتأسيس 'حلف ناتو عربي سني' تكون إسرائيل العضو التاسع فيه، استعداداً للهجوم عليها، لم ترهب الإيرانيين مطلقاً".

ويضيف أن الرد الإيراني جاء عملياً "بإعطاء الضوء الأخضر لحلفائهم 'أنصار الله' اليمنيين بإطلاق الصواريخ على بوارج عسكرية وناقلات نفط سعودية قرب باب المندب، لتوجيه تحذير إلى أمريكا وحلفائها بأن معظم خطوط الملاحة الدولية ونصف صادرات النفط في العالم باتت تحت رحمة الحلف الذي تتزعمه طهران وصواريخه".

أما خالد السليمان في عكاظ السعودية فلم يتفاجأ من تصريحات ترامب بالتهديد بالحرب أولا ثم إعلان القبول بالتفاوض.

ويقول إن هذا هو نهج ترامب، أي "التصعيد اللفظي الحاد ثم التفاوض لنيل أكبر المكاسب".

ويشير إلى إن ترامب طبّق هذا النهج "مع كوريا الشمالية والصين والمكسيك وأوروبا والناتو وروسيا وتركيا ويفعلها الآن مع إيران".

ويرى أن هدف ترامب منذ البداية هو "الوصول إلى اتفاق جديد وفق معاييره وشروطه، ولم يكن يوماً سيشن حرباً ضدها، ولا أحد في أمريكا أو المنطقة أو العالم يريده أن يفعل، فالكوكب ليس بحاجة لحرب جديدة تزيد حرائقه اشتعالاً".