الناتو العربي يزج بدول الخليج في حرب إقليمية عظمى

ثلاثاء, 31/07/2018 - 10:48

ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والالكترونية، ما ورد في تقارير تحدثت عن سعي الولايات المتحدة لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج ومصر والأردن لمواجهة التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمثل "نسخة عربية" من حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وشككت صحف في نوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانتقد كُتاب فيها الدور الأمريكي في المطالبة بتشكيل هذا الحلف.

ورأى آخرون أنه قد يقود دول الخليج إلى "حرب إقليمية عظمى".

"ناتو عربي لمصلحة واشنطن"

عن هذا الحلف، يقول موقع أخبار ليبيا إنه "ناتو عربي لمصلحة واشنطن"، مضيفاً: "العنوان الرئيس الذي يغلف به ترامب تلك المتناقضات هو وعده الانتخابي الرئيسي، أن تكون ̕أمريكا أولاً̔".

ويكمل الموقع "في سبيل الوصول إلى هذا الهدف، يندفع إلى الانسلاخ من المنظمات الدولية، والتخلي عن الالتزامات التي اضطلعت بها واشنطن عقودا. بمنطق أن شعار ̕أمريكا أولاً̔ يستلزم تخفيف الأعباء الاقتصادية والعسكرية، وتحميل الشركاء والحلفاء أكبر قدر ممكن من تلك الأعباء".

ويرى عبد الله المجالي في صحيفة السبيل الأردنية أن "فكرة الناتو العربي أو الإسلامي، ليست جديدة فقد طرحت قبل عام تقريبا في خضم الزيارة "التاريخية" لترامب للرياض، وانعقاد ما عرف بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية".

ولا يعتقد الكاتب أن فرص نجاح الحلف كبيرة، مشيراً إلى أن "تجاهل الحلف المزمع تأسيسه للخطر الصهيوني هو أحد أهم العوامل التي ستؤدي إلى فشله، فحلف كهذا لن يكون له دعم شعبي خصوصا في الأردن ومصر، والأردن لا يجوز أن يجازف بأحلاف لا تحظى بالدعم الشعبي الكافي".

أما حمدان العربي الإدريسي فيقول في صحيفة دنيا الوطن الالكترونية الفلسطينية: "المثير في حيثيات هذه الأفكار التي يتم تداولها أن هذا الحلف موجه أساسا للمسلمين السنة لمواجهة إيران الشيعية . بمعنى واضح، اقتتال سني- شيعي، ربما محاولة تكفير عن ذنب خذلان طائفة السنة وترجيح كفة تفوقهم بتغليب الفرع على الأصل في عدة مناطق في الشرق العربي وإعادة ترتيب المنطقة في غير صالحهم".

ويشكك عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية في نوايا ترامب، قائلاً إنه من خلالها "الأشقاء في الخليج يُساقون إلى حرب إقليمية عظمى سيكونون حطبها، والممولين لها".

 

ويضيف: "لا نستبعد أن يكون هذا الحلف الطائفي الجديد وسيلة جديدة لحلب مئات المليارات من الدول الخليجية تحت ذريعة تعزيز قدراتها الدفاعية استعدادا للحرب ضد إيران، فهذه الدول التي لا تستطيع رفض طلب ترامب، وربما تخرج من اجتماع قمة واشنطن المقبل بخزائن فارغة، أو مثقلة بالديون، بسبب ضخامة الفاتورة العسكرية الأمريكية المطلوب منها تسديدها دون نقاش".

"لا تحالف بأمر مباشر"

من جانبه، يرفض السيد زهرة في أخبار الخليج البحرينية دور الولايات المتحدة، ويقول: "لا يمكن أبدا أن يكون مقبولاً أن يتشكل تحالف عربي بطلب أو بأمر مباشر من أمريكا، وهي التي تحدد من ينضم إليه، وما هي مهمته وأجندته وماذا عليه أن يفعل".

ويضيف: "لا بأس من الاتفاق مع أمريكا أو غيرها على خطوات أو إجراءات محددة لمواجهة الخطر الإيراني، لكن الحديث عن ناتو عربي أي تحالف عربي دائم تحت مظلة أمريكا تحت هذه الذريعة، هذا أمر آخر".

وتتساءل بينة الملحم في صحيفة الرياض السعودية: "هل سيُورّط الناتو العربي ضد إيران النظام القطري؟".

وتقول: "في الوقت نفسه الذي كشفت بعض المصادر فيه عن وجود عدد من الدول العربية التي ستُعارض هذا الحلف العربي، ولا شك أن قطر منها، رغم أن النظام القطري يدرك أن ‫إيران لا تريد بقطر نفسها الخير قبل تبييتها الشر للخليج والمنطقة العربية برمّتها ولكن فعلاً على ما يبدو أن تنظيم الحمدين متورط مع النظام الإيراني بصورة أشنع مما ظهرت من وراء التحالف الذي جمعهم ضد المملكة والخليج والعرب!".

ويصف عمر عياصرة في جريدة سواليف الالكترونية الأردنية الحلف بأنه "ورطة للأردن"، ويقول: "قصة التحالف بيننا ليست بالجديدة، لكن الناتو المطروح تبدو فيه أشياء جديدة، تخالف روح التحالف التاريخي، وربما تزج بنا في مواجهات وحروب ليست حروبنا ولا علاقة لنا بها".