برشلونة في كارثة مالية … هل كرة القدم مقبلة على انهيار عالمي وازمة اقتصادية كبيرة …؟!

ثلاثاء, 24/07/2018 - 06:56

في كل صيف تعج  الصحف العالمية في العالم بالأخبار المكثفة حول التعزيزات والانتقالات … تدار الكثير من الملايين في اوروبا وخارج اوروبا بشكل متسلسل بين الدول والاندية من اجل الشراء والبيع … ولكن السؤال الاهم في النهاية من اين هو مصدر الاموال واين تذهب ومن يستفيد …؟!
لكي نفهم المشكلة يجب ان نقرأ التاريخ ويجب ان نشاهد تحركات المؤسس لتلك المرحلة الانتقالية في كرة القدم وعلى ضوئها نستطيع ان نتحدث بشكل دقيق عن المستقبل …! لأننا هنا نتحدث عن اقتصاد وليس توقع لنتيجة مباراة لا يمكن التنبؤ بها .
منذ ان بدأ العالم في كرة القدم والامور تسير بشكل عقلاني في الصرف والبيع والشراء سنين وسنين حتى اتت الألفية الجديدة وتحديدا في عام 2001 هنا بدأ التاريخ الجديد في اللعب وبدا منظور الاندية لكرة القدم واللاعبين يتبدل … وليس سرا اذا قلنا بان اول من انتهج هذه الثورة واسسها هو ريال مدريد وتحديدا السيد فلورنتينو بيريز وجعل من ريال مدريد نموذج لثورة اللاعبين الحديثة وهي المعادلة المعروفة ( شراء لاعبين بسعر عالي من اجل جذب المشاهدين وكسب الاموال من ورائهم ) هذا النموذج لريال مدريد يدرس حاليا في 173 جامعه حول العالم لأنه نموذج حقق نجاح اقتصادي مهول جدا بصرف النظر عن الفشل الفني في تلك الفترة لبيريز وللريال بشكل ادق .
لا توجد مساحة كبيرة لشرح كل التفاصيل ولكن الاهم في هذا التقرير هو ان ريال مدريد هو من بدأ في رفع الاسعار وهو من كان يدفع بشكل مهول جدا في اللاعبين حتى اتت لحظة حساسة ومهمه جدا وهي قبل عامين عندما تم بيع بوقبا بـ 120 مليون يورو لمانشستر حينها رسميا خرج بيريز وصرح بأن السوق اصبح مجنون …! وبالفعل عقب تلك الصفقة اتت الأسعار الفلكية بين الاعبين وعلى الارجح الكثير منهم لا يستحق تلك الاموال المبالغ فيها … نيمار تم دفع 200 مليون من اجله … امبابي تم دفع 180 مليون من اجله و في لاعب بعمر 18 عام …! برشلونة دفع في ديمبلي 150 مليون وفي كوتينيو 170 مليون ارقام خرافية وهنا لا نقصد التقليل من نادي او الميل مع اخر بل تكتب الارقام من اجل التفكير في المستقبل .
قبل اسبوع وتحديد في الثامن عشر من هذا الشهر خرج تقرير خطير جدا عقب الخبر المفرح الذي نشر في صحف برشلونة وهنا نقصد برشلونة كنموذج للمشكلة وليس الخطأ نفسة … الصحف اعلنت ان ارباح النادي في موسم 17-18 قياسية وتاريخية حيث حقق 914 مليون وعقب هذا الخبر خرج التقرير المخيف والذي يفيد بأمرين :
الاول : القفزة الكبيرة التي حدثت كان سببها استثنائي وهي 222 مليون الخاصة بنيمار احدثت الفارق الكبير في الايرادات .
الثاني : الفارق بين المصروفات والايرادات كان فقط 13 مليون أي ان النادي صرف ما يقارب 900 مليون لا توجد ارباح كبيرة … في سنة كاملة 13 مليون فقط لا غير .
والان ننتقل للتساؤلات المؤلمة واولها … من اين سيشتري النادي لاعبين جددي …؟! الاجابة خرجت قبل يومين وهي تفيد ان النادي قدم على قرض من البنك بـ 100 مليون من اجل الشراء
ننتقل لسؤال ثاني اخطر … كيف سيسدد برشلونة هذا القرض …؟! اذا كانت الارباح الصافية مع القفزة الاستثنائية من بيع نيمار كانت فقط 13 مليون كيف سيسدد هذا القرض …؟! بالفعل امر محير جدا وصعب جدا يجب على اعضاء برشلونة ان يكونو حذرين من تهور الادارة الحالية ….لان ارباح السنة القادمة رسميا ستكون اقل بكثير من 914 مليون ربما تكون بين 750 مليون الى 800 مليون أي ان النادي سيكون مديون في نهاية الموسم … هذا ما تقوله لغة الارقام .
كذلك كشف التقرير الذي نشر في ماركا ان السبب الكبير في خسائر برشلونة هو ارتفاع سقف الرواتب لدى اللاعبين ولربما كان التركيز الاكبر على راتب ميسي الذي يتخطى 40 مليون يورو لان النادي يدفع ما يزيد عن 35 مليون يورو ضرائب عن اللاعب أي ان ميسي بمفردة يكلف برشلونة سنويا 80 مليون يورو فقط رواتب … والمشكلة الاخرى ان اللاعبين الجديد دمبلي وكوتينيو اتو برواتب مرتفعة في اول سنة كيف سيكون الوضع معهم بعد عام عندما يريدون تحسين الراتب …!
الموضوع يطول ويطول ولكن النقد الحاد على ادارة الريال في تقيدها بسلم الرواتب وعدم التهور ودفع مبلغ اكثر من 100 مليون في لاعب لا يستحق هذا المبلغ هو اشارة الى ان ادارة بيريز ترى في المستقبل القريب انهيار كبير في سوق اللاعبين واسعارهم … الاموال التي تتحصل عليها الاندية الانجليزية من حقوق البث لن تدوم والمبالغ الكبيرة التي تدفعها الاندية الانجليزية ستتراجع قريبا لان الازمة ليست في اوروبا فقط الازمة عالمية الشركات التي تدفع في حقوق البث وشركات الاعلانات والشركات الرياضية المصنعة كلها تتكبد خسائر وستخفف من الانفاق … المصدر العالمي للأموال الطائلة بدأ يتراجع وسنذكر في نقاط اخر المستجدات في الازمة المالية التي تمر فيها المصارف والشركات العملاقة حول العالم وهي المسئول الاول والاخير عن تمويل كرة القدم وارتفاع الاسعار على النحو التالي :
1- الاحد 22 من هذا الشهر تحدث السيد جايتنز وهو رئيس الاحتياطي الفدرالي الامريكي قائلا ” اصلاحات ما بعد 2008 لا تزال لدينا مجموعات اضعف والطريق طويل امام المصارف الاوروبية ” .
2- مديرة الصندوق الدولي السيدة ” كرستين لاجارد ” تحدثت عقب الاحداث الاقتصادية المتشددة بين امريكا واوروبا قائله ” اسوأ سيناريو لتلك الحرب التجارية هو اقتطاع 430 مليار من الناتج العالمي في 2020 ” .
3- الخلاف البريطاني الاوروبي في الانفصال ودفع الفواتير لا يزال عالق وتحدث السيد دومنيك راب المكلف بملف بركسيت بانه يستبعد دفع الفاتورة للخروج .
4- الخبر الاهم ان هناك توجه عالمي لكبح البنوك والشركات العملاقة في التضخم المالي ولعل السيناريو هو تجزئتها لشركات اصغر من اجل الحد من تضخمها .

كل ما سبق ربما يقرأه المتابع الرياضي ويقول ما شان السياسة والقرارات الاقتصادية للبنوك والدول بما يحدث من شراء لاعبين …! هذا خطأ العالم مرتبط ومتصل حاليا بشكل مهول جدا فالأزمة التي تعيشها الكورة الايطالية هي نتاج طبيعي للازمة المالية التي حدثت في 2008 وتراكم الدوين على ايطاليا ورفع الضرائب جعل من الدوري الايطالي والمنتخب في المراكز المتأخرة بكل اسف .
في الختام عندما وضع الريال وبرشلونة كنموذجين لتلك المشكلة هذا لا يعني توجيه التهم فقط لهاذين الناديين ولكنها نماذج تسير عليها كل الاندية الاخرى … هروب بيريز وهو رجل تجاري واقتصادي وخروجه من السوق وتصلب رأيه بسلم الرواتب وتصلب رأيه في اسعار اللاعبين واعلنها مرتين ان السوق اصبح مجنون ولا يجب ان يغامر فيه ريال مدريد هذا التصرف والتصريح لا يصدر من رجل عبثي او عشوائي هو يعلم ما بين السطور ويعلم ما سيحدث في المستقبل القريب لهذا التضخم الكبير في الاسعار والرواتب .

هاي كورة