لماذا كان أداء المنتخب المصري ضعيفاً في كأس العالم؟

خميس, 21/06/2018 - 10:46

سادت حالة من الحزن والإحباط بين الجماهير المصرية عقب خسارة المنتخب الوطني لكرة القدم مباراته الثانية في نهائيات كأس العالم أمام نظيره الروسي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

وتلاشت فرص المنتخب المصري تماما بعد هزيمة السعودية أمام الأوروغواي بهدف مقابل لا شيء، لكن تبقى أمامه مباراة واحدة فقط أمام نظيره السعودي في ختام مباريات المجموعة الأولى وهي لن تغير شيئا.

ولم تنتظر الجماهير المصرية التي احتشدت داخل إحدى المقاهي في وسط القاهرة نهاية مباراة مصر وروسيا في كأس العام، إذ غادر كثيرون مقاعدهم والحزن والأسى يرتسم على وجوههم رغم هدف مصر الوحيد الذي أحرزه محمد صلاح من ركلة جزاء لتنتهي المباراة بفوز المنتخب الروسي مقابل هدف وحيد فقط لنظيره المصري.

خطة كوبر

وصبت بعض الجماهير المصرية جام غضبها على ما وصفوه بالخطة الدفاعية التي لعب بها المدير الفني للمنتخب "هيكتور كوبر" وسوء اختيار بعض عناصر الفريق، فضلا عن تراجع مستوى بعض اللاعبين وفي مقدمتهم محمد صلاح المحترف بنادي "ليفربول" الإنجليزي، والذي بدا أنه مازال يعاني من آثار إصابته في نهائي دوري الأبطال الأوروبي أمام ريال مدريد قبل أسابيع.

ويقول عماد يوسف، المحلل الفني لشبكة أبو ظبي الرياضية، إن النتائج السلبية للمنتخب المصري كانت متوقعة لأن الفريق ذهب إلى روسيا بعد غياب طويل عن المونديال منذ 28 عاما، وهناك فارق كبير في قدرات لاعبي المنتخب واستعدادهم لخوض منافسات البطولة.

وأوضح يوسف أن الخطة التي اعتمدها كوبر اعتمدت بشكل كبير على "الدفاع المنظم" أمام الخصم مع "الارتداد الهجومي" من خلال محمد صلاح الذي يتميز بسرعته العالية وبمهارات فنية تمكنه من المراوغة والتسديد، لكن الإصابة التي لحقت به أثرت كثيرا على لياقته البدنية وتركيزه في الملعب وخصمت كثيرا من رصيده الفني كصانع للأهداف، على حد تعبيره.

ويشير المحلل الفني لشبكة أبو ظبي الرياضية إلى ما وصفه بحالة الفوضى التي سادت معسكر المنتخب المصري قبل مباراة روسيا في مدينة سان بطرسبرغ، ملمحا إلى تقارير حول زيارة قام بها وفد من الفنانين والإعلاميين ورجال الأعمال إلى فندق الفريق في سان بطرسبرغ حيث معسكر المنتخب المصري.

وأضاف أن هذه الزيارة كانت لها "نتائج عكسية على تركيز اللاعبين وأدت إلى تشتيت تركيزهم قبل المباراة بساعات قليلة".

خلل دفاعي و"كبوة" هجومية

من جانبه، يقول الصحفي الرياضي إسلام أحمد إن حالة الخوف الشديد التي سادت الفريق المصري بعد هدف المدافع أحمد فتحي في مرماه بالخطأ في بداية الشوط الثاني من مباراة روسيا أحدثت "ارتباكا كبيرا" في صفوفه، وأدت إلى إحراز المزيد من الأهداف في مرمى الفريق المصري خلال الدقائق التالية، الذي خرج مدافعوه أمثال علي جبر وأحمد فتحي وطارق حامد عن تركيزهم في المباراة.

وكان إسلام يتوقع أن يقوم بعض أعضاء الجهاز الفني للمنتخب أو بعض اللاعبين من "دكة البدلاء" - اللاعبين الاحتياطين - بالحديث إلى زملائهم وحثهم على تجاوز الكبوة والاستمرار في الضغط الهجومي لتحقيق التعادل وصنع الفارق الذي يقول إسلام أحمد أنه كان في متناول المنتخب المصري أمام نظيره الروسي الذي كان يفتقر إلى المهارات الفردية والتنظيم الدفاعي.

ويقول محمود ضياء مدير محتوى النسخة العربية من موقع "جول دوت كوم" إن حظوظ المنتخب المصري للبقاء في البطولة باتت "شبه مستحيلة".

وأوضح ضياء أن المدير الفني لمنتخب روسيا "ستانيسلاف تشيرسولوف" استطاع قراءة المباراة بشكل أفضل من المدير الفني للمنتخب المصري "هيكتور كوبر" وذلك من خلال وضع جناحين سريعين يمين ويسار الملعب لتحقيق الضغط على أحمد فتحي الذي بات مشتتا بعد الهدف الأول في مرمي المنتخب، فضلا عن المستوى الفني الضعيف لعلي جبر وسوء الحظ الذي حالف المهاجم الوحيد للفريق المصري "مروان محسن"، وعدم جاهزية محمد صلاح الذي كانت تعول عليه الجماهير المصرية أكثر من طاقته بسبب الإصابة التي كانت قد لحقت به قبل أسابيع من بدء المونديال.