قراءة بين السطور لزيارة الرئيس لولاية تكَـانت

سبت, 19/11/2016 - 19:52

لئن كانت الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبد العزيز لولاية تكانت

على مدى خمسة أيام وُصفت من جميع الاطراف بالناجحة ,وشاركت قيادات من المعارضة في الترتيب لها ومواكبتها وحضور مهرجاناتها , وتم تدشين العديد من المشاريع التنموية , ووُضع حجر الأساس للعديد منها خلال الزيارة , لئن كانت كذلك بالفعل , فإن لها أبعادا أخرى قد تُفهم من سياقها وتٌقرأ ما بين سطورها ,ولعل أهم تلك الابعاد تتمثل في :

ــ توجيه رسالة قوية الى الخارج , وخصوصا فرنسا بخصوص ما تُروج له من عدم الامن والاستقرار في موريتانيا ,وهو محض افتراء ,الهدف منه التشويش والتشويه لصورة البلد , وذلك على خلفية رفض الحكومة الموريتانية الرضوخ للفرنسيين في عدة ملفات ,منها رفض المشاركة في القوة التي تقودها فرنسا في منطقة "ازواد" , وكذلك رفض محاولاتها المستمرة لانتزاع تنازلات في مجال اتفاقية الصيد التي تجري الآن مفاوضات تجديدها.

كما أن الرئيس كان واضحا في اتهام الاستعمار الفرنسي في تشويه التاريخ الموريتاني من خلال اكاذيب الكتاب والمؤرخين الفرنسيين وتزييفهم وتحريفهم لحقائق بطولات المقاومة الوطنية التي كبدته خسائر فادحة وسطرت بدمائها أروع الملاحم الجهادية الصادقة, ووعد الرئيس بإعادة كتابة التاريخ الموريتاني من جديد وبأيدي وطنية نزيهة ,الشيء الذي أغضب الفرنسيين وأثار ثائرتهم.

ــ رسالة أخرى موجهة للداخل , وللمعارضة الراديكالية بصورة خاصة ,فيما يتعلق بالكتيبة الرئاسية "بازب" حيث تُروج المعارضة منذ فترة طويلة أن دورها يتجاوز دور كل الوحدات الاخرى ,سواء على مستوى الجيش الوطني او القوات الامنية الاخرى , وأن الرئيس بدونها لا يستطيع التحرك , وحياته وأمنه مرهونان بها.

لكن الرئيس هذه المرة أعطى أوامره لإبعاد "بازب" وعدم مرافقتها له , وكان طوال زيارته يتجول بين أبناء شعبه وسط الجماهير بلا حراسة , مما ولّد انطباعا بأن الرئيس في مأمنٍ تام ـ كباقي الموريتانيين ـ حيثما حل وارتحل , ولا ترتبط سلامته ولا تنقلاته بالكتيبة الرئاسية , فلها مهمات أخرى غير حماية الرئيس ,لأنها تعتبر كتيبة نخبوية تدريبا واستعدادا , وكانت دائما في مقدمة الطلائع المدافعة عن الحوزة الترابية للبلد ومحاربة الارهاب ودحر الاهابيين.

وربما نعود لقراءة أكثر تفصيلا لكواليس الزيارة التي واكبنا أصداءها قبل واثناء وبعد حدوثها.

رأي أطلس انفو