القبض على مساعد للبغدادي متخفيا بين اللاجئين في تركيا

سبت, 28/04/2018 - 10:02

وسط انشغال صحف السبت البريطانية بتغطية نتائج القمة التاريخية في شبه الجزيرة الكورية، انفردت صحيفة الديلي تلغراف بنشر تقرير يتحدث عن القبض على من تصفه بأنه أحد القياديين المقربين من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، متخفيا وسط اللاجئين في تركيا.

ويقول التقرير الذي كتبه مراسل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، راف سانشيز، إن السلطات التركية تقول إنها اعتقلت أمير تنظيم الدولة في محافظة دير الزور السورية عندما كان يحاول التخفي بين لاجئين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

ويضيف التقرير إن قوات الأمن التركية ألقت القبض على أمير دير الزور ومحيطها برفقة ثلاثة قيادين آخرين في التنظيم في عملية دهم صباح الجمعة في مدينة أزمير غربي البلاد، بحسب وسائل إعلام تركية.

ويوضح التقرير أن الرجال الأربعة كانوا متخفين وسط مجموعة من اللاجئين السوريين كانوا يخططون للذهاب إلى اليونان في قارب.

ويقول التقرير إن قصير الهداوي، الذي قدم في المحكمة بالحروف الأولى من أسمه ( كي إي أج)، كان من الدائرة المقربة من البغدادي، بحسب السلطات التركية.

ويشير التقرير إلى أن البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة، ربما يكون قد جرح في ضربة جوية، ويعتقد أنه مازال مختبئا شرقي سوريا قريبا من الحدود العراقية.

ويوضح أن الاجهزة الاستخبارية التركية والغربية تأمل في يقدم الهداوي معلومات عن مكان اختباء البغدادي.

وينقل سانشيز عن وكالة الأناضول التركية وصفها للهداوي بأنه ضالع في قتل 700 مدني في دير الزور خلال فترة إمارته للتنظيم هناك، موضحا أنها قد تقصد في ذلك مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات السنية التي انتفضت ضد حكم التنظيم في عام 2014.

ويشير التقرير إلى أن الهداوي هو صهر صدام الجمل، المقاتل السوري الذي انشق عن الجيش السوري الحر وإنضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ليصبح أحد القياديين فيه، وأفيد أن القوات الكردية المدعومة من الغرب تمكنت من اعتقاله أثناء تقدمها في وادي نهر الفرات في اكتوبر/تشرين الأول.

حملة رقمية

وتنشر صحيفة الغارديان تقريرا آخر يتحدث عن عملية منسقة بين عدد جهات تنفيذ القانون الأوروبية والأمريكية أسفرت عن تعطيل منصات الدعاية الإعلامية الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول التقرير إن العملية استهدفت وكالة أعماق الناطقة باسم التنظيم والتي ينشر عبرها أخبار هجماته ودعايته "الجهادية"، فضلا عن قنوات دعائية أخرى، من أمثال محطة إذاعة البيان، ووكالتي أخبار "هلموا" و"الناشر".

وينقل التقرير عن بيان للشرطة الأوروبية (يوروبول) قوله إن العملية قادها محققون بلجيكيون واشتركت فيها فرق تحقيق من بلغاريا وكندا وفرنسا وهولندا ورومانيا فضلا عن بريطانيا والولايات المتحدة.

ويضيف أن أجهزة الشرطة الفرنسية والرومانية والبلغارية قدمت كميات كبيرة من الأدلة الرقمية، أما الأجهزة الأمنية في هولندا والولايات المتحدة وكندا فأمسكت بالمخدمات (سيرفرز) التي يستخدمها التنظيم.

ويقول التقرير إن أجهزة الشرطة تأمل في تساعد البيانات التي حصلت عليها في تحديد من يديرون المنصات الإعلامية للتنظيم،وقد يسهمون في دفع أفراد في أوروبا وخارجها لتبني أفكار متطرفة.

محاكمة خلية البيتلز

ونشرت صحيفة التايمز تحقيقا موسعا على صفحتها الأولى وصفحتين داخليتين فيها يقول إن اثنين من المسلحين "الجهاديين" البريطانيين المتهمين بارتكاب جرائم خلال عملهما مع تنظيم الدولة يتحديان الغرب في أن يثبت ارتكابهما لمثل هذه الجرائم.

وتقول الصحيفة إن الكسندا كوتيه والشفيع الشيخ قالا في مقابلة معها: كيف يمكن للرهائن تشخيص أنهما كانا ضمن ما يعرف بجماعة الخنافس "البيتلز" التي يشتبه في ضلوعها بذبح 24 محتجزا لدى التنظيم وتعذيب آخرين في سوريا والعراق.

وتنقل عن كوتيه قوله "أجد أنه أمر غريب جدا، أن الناس الذين يقولون إنهم كانوا محتجزين لدى "رجال مقنعين"، وحال إعلان اعتقالنا أنا والشافعي، يقولون كم أنهم سعداء لأن الأشخاص المسؤولين ... قد ألقي القبض عليهم".

ويوضح التقرير أن كوتيه، 34 عاما، والشيخ، 29 عاما، قد جردا من الجنسية البريطانية قبل اعتقالهما.

وتقول الصحيفة إن الوضع القانوني لهما لم يحسم بعد بوصفهما سجينين بلا جنسية في منطقة تحت سيطرة القوات الكردية في سوريا، لكن قضية تقديم دليل لتشخيص أنهما كانا من الرجال المقنعين الذين عذبوا الرهائن الغربيين ستكون في قلب أي محاكمة قضائية لهما.

وتنقل الصحيفة عن كوتيه والشافعي قولهما إنهما قضيا وقتا طويلا قبل القبض عليهما قرب الرقة في الرابع من يناير/كانون الثاني في فحص حسابات الناجين من الرهائن لتشخيص كيف كانوا يصفون خلية البيتلز، استعدادا لتحضير دفاعهما القانوني.

وتقول الصحيفة إنه على الرغم من رفض اعطاء كوتيه والشافعي تمثيلا قانونيا، إلا أنهما يشعران أن لديهما حجة قوية، إذ يزعمان أنهما ذهبا إلى سوريا في عام 2012 قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية لمساعدة المسلمين السنة الذين يضطهدهم النظام، حسب تعبيرهم.

ويضيفان أنه في عام 2014 بدأ الجيش السوري الحر المدعوم من الولايات المتحدة بمهاجمة المقاتلين الأجانب، فأجبرا جراء ذلك على الالتجاء إلى تنظيم الدولة، مشددين على انهما يعتقدان باستحالة حصولهما على محاكمة عادلة، لأن الصحافة اطلقت عليهما بشكل خاطئ اسمي جورج ورنغو ووصفتهما بالأعضاء في خلية البيتلز.

وتكرس الصحيفة مقالا افتتاحيا ايضا لهذه القضية تقول فيه أن وضع كوتيه والشافعي الذي يتمثل في أنهما لا يحملان جنسية دولة محددة سيجعل من الصعب تقديمها للعدالة أمام أي محكمة حالية، وإذا استحال ذلك فإن على بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى تأسيس محكمة جنائية جديدة.

وتخلص الصحيفة الى القول إنهما مدركان للغموض القانوني الذي يحيط باعتقالهما وسعيدان بالمعوقات والمصاعب التي تكتنف تقديمهما للمحاكمة. وتشدد على أنهما سيبذلان كل ما يستطيعان لتجنب مساءلتهما عن الجرائم التي ارتكباها، لذا يجب تقديمهما للمحاكمة من أجل مصلحة عوائل ضحاياهما وسيادة القانون نفسه.

كوريا وإيران

وفي صحيفة آي الصادرة عن دار الاندبندنت، يكتب باتريك كوبرن مقالا تحت عنوان "إنها إيران لا كوريا الشمالية من يجب أن تثير القلق".

ويرى كوبرن أن الأزمة الإيرانية هي الأخطر مقارنة بالأزمة الكورية، ففي الأخيرة نحن نتحدث عن اتفاق سلام سيستبدل اتفاق هدنة بانمونجوم في عام 1953، حيث عدم توقيع اتفاق سلام لم يشعل أي حرب بين الكوريتين خلال 65 عاما، على الرغم من وقوع اشتباكات متفرقة قليلة.

أما إيران التي تتنافس مع الولايات المتحدة على النفوذ في الحرب الضارية الدائرة في سوريا والأخرى التي كانت في العراق وخفت حدتها حاليا، يمكن للحرب أن تندلع بسهولة.

ويضيف إن إيران ستلجأ إلى استعادة جزء أو كل برنامجها النووي الذي اوقفته في اتفاق 2015، إذا وجدت نفسها لم تعد تستفيد من الاتفاق.

ويرى كوبرن أن ترامب يريد صفقة أكثر تشددا مع إيران لكن أفعاله العشوائية قد قللت من حجم التأثير الدبلوماسي والاقتصادي الذي سيحتاجه لتحقيق مثل هذه الصفقة.

ويضيف أن القادة الإيرانيين قد يستجيبون بحذر لتصعيد ترامب في محاولة لعزل الولايات المتحدة، وجرها إلى أزمة قد تضعف الأمريكيين أكثر من الإيرانيين.

ويشدد الكاتب على أن نقص الخيارات الدبلوماسية قد يدفع بالبيت الأبيض إلى النظر في العمل العسكري ضد إيران كخيار جذاب بشكل مطرد.