هل القمة الروسية-الإيرانية-التركية حلف جديد؟

جمعة, 06/04/2018 - 11:04

تناقش صحف ومواقع عربية القمة الروسية-الإيرانية-التركية التي عُقدت في أنقرة في الرابع من أبريل/نيسان ودعت إلى التوصل إلى حل سياسي وليس عسكري للصراع، وذلك بالرغم من أن قوات الدول الثلاث منخرطة بالفعل في القتال.

ويربط بعض المعلقين ما بين القمة التي جمعت زعماء الدول الثلاثة، وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرب انسحاب قواته من سوريا، فيما تساءل كُتّاب ما إذ كانت القمة تدشّن حلف جديد.

حلف "قد يكون ندّا للناتو"

يقول عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية: "حَسَمَت قِمّة أنقرة الثُّلاثيّة التي انعقدت الأربعاء انحيازَ روسيا بالكامِل إلى الخَندق التُّركي في قَضيَّتَين أساسيّتين: الأولى مَنع الأكراد من إقامة كيانِهم السِّياسيّ المُستَقِل شمال سوريا، والثَّانِية رَفض أي وجود أمريكي تحتَ سِتار مُكافَحة الإرهاب".

ويضيف الكاتب: "إنّنا أمام حِلف سِياسي عَسكري أمني استراتيجي يَتبلوَر قد يكون نِدًّا لحِلف 'النِّاتو'، ووريثا لحِلف 'وارسو' بِنَكهة إسلاميّة (شيعيّة سُنِّيّة) ومَسيحيّة أرثوذكسيّة، وهذا التَّزاوج الدِّيني المَذهبي التَّعدُّدي ربّما يكون أحد أسباب قُوّته، واستمراريّته، خاصَّة أن احتمالات الصِّراع في المِنطقة، في ظِل حُكومة الحَرب التي أكمل نِصابها الرئيس ترامب بإبعاد تيلرسون وماكماستر واستبدالُهما بمايك بومبيو (الخارجيّة)، وجون بولتون (الأمن القومي)، تبدو كَبيرة".

على المنوال ذاته، تقول "الأخبار" اللبنانية: "تحرص روسيا وتركيا وإيران على حماية المكتسبات التي حصّلتها عبر تعاونها في أستانا وسوتشي، محيّدة خلافاتها الموضعية، لمصلحة محاولة إحباط الخطط الأميركية في شمال وشرق سوريا، التي لا تتوافق - حاليا - مع أجندة أيّ من الدول الثلاث".

وتتابع الصحيفة: "القاسم المشترك في تصريحات الرؤساء الثلاثة وفي البيان الختامي للقمة، كان التلميح إلى الدور الأمريكي السلبي في ما يخص وحدة التراب السوري. وهو موقف تكرّس في ظل فشل المحاولات الأميركية للتوفيق بين حليفيها، الكردي والتركي، ضمن إطار مصالحها".

وفي "الغد" الأردنية، يقول فهد الخيطان: "التعاون بين الأتراك والروس والإيرانيين في سوريا يقترب من أن يصبح تحالفا ثلاثيا. وما يمنحه زخما إضافيا، تفكك التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي عاد رئيسها ليؤكد إصراره على الانسحاب من سوريا في وقت قريب".

ويتساءل الكاتب: "المراحل الفائتة من الأزمة السورية تعطي دليلا قويا على حكمة الروس في معالجة وإدارة الموقف في إطار معادلة الحرب والتهدئة التي انتهجتها في سوريا، ولن تعدم موسكو الوسائل للتعامل مع مرحلة ما بعد أميركا في سوريا. لكن يبقى السؤال الكبير رهن المستقبل، هل نشهد نهاية للأزمة السورية أم أننا أمام طور جديد من أطوار إدارة الأزمة؟"

تصريحات ترامب

وعن تصريحات ترامب، يقول أحمد أبو دوح في صحيفة "العرب" اللندنية: "مشكلة ترامب أنه لم ينتقل بعد من عقلية المرشح إلى مرحلة الرئيس المسؤول عن دولة بحجم الولايات المتحدة. ثمة صراع يعيشه كل يوم بين ما يعتقد أنه وعود انتخابية يجب تحقيقها، وبين ما لا يعرف أنه خطوات ضرورية يجب أن يتركها للمؤسسات، إن كان يريد حقا الحفاظ على مصالح بلاده".

ويتابع الكاتب: "في النهاية المؤسسة هي الحاكم الفعلي، وليس ترامب، خصوصا في القرارات المصيرية المتصلة بقواعد النظام العالمي. هذا يجعل بقاء القوات الأميركية في سوريا حتميا، كما كان متوقعا. لكن انصياع ترامب للمؤسسات لا ينفي أن التناقضات التي باتت تحكم علاقة واشنطن بدورها في العالم لا تزال تتعاظم".

أما في "الثورة" السورية، فيقول مصطفى المقداد: "ينتهي الوجود الإرهابي في الغوطة الشرقية متزامنا مع تصريحات أمريكية بسحب قوات العدوان الأميركي خارج سوريا، ويعود دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة ليؤكد مرة ثانية عزمه على تنفيذ وعده هذا خلال أيام قليلة خلافا لتوقعات الكثيرين وتشكيك البعض الآخر بالدوافع التي تقف خلف هذا القرار".

ويتابع الكاتب: "حددت مسارات العدوان الإرهابي على سوريا أبعاد العلاقات الدولية، وحرّفت أساليب وطرائق سياساتها تبعا لمفرزات ذلك العدوان، فالتحالفات القائمة على دعم الإرهاب لم تقو على إحداث التغيرات المستهدفة، فسقطت مشاريعها وانفضحت أكاذيبها وعجزت عن تقديم مبررات لمواقفها وانعكاسها على دافع الضرائب الأوروبي، وفوقه المخاطر التي بدأت تتهدد أمن تلك المجتمعات من قبل الإرهابيين العائدين أو عابري الحدود تحت ذريعة اللجوء".