البيان الختام المشترك للرئيسين الموريتاني والسينغال

جمعة, 09/02/2018 - 18:47

أكدت موريتانيا والسينغال عزمهما على المضي قدما في تعزيز التعاون الثنائي وانتهاج سنة الحوار والتشاور في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

جاء ذلك في بيان مشترك صدر صباح اليوم الجمعة بالقصر الرئاسي في نواكشوط، في أعقاب زيارة العمل التي أداها الرئيس السينغالي ماكي صال إلى موريتانيا يومي 08 و 09 فبراير الجاري، تلبية لدعوة من اخيه وصديقه محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية وتلي البيان في نسختين عربية وفرنسية بحضور الرئيسين محمد ولد عبد العزيز و ماكي صال.

 

وقامت بقراءة البيان في نسخته العربية خديجة مبارك فال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالشؤون المغاربية والأفريقية وبالموريتانيين في الخارج وفي نسخته الفرنسية من طرف سيديكي وزير الشؤون الخارجية والسينغاليين في الخارج.

 

وهذا نص البيان:

 

بيان مشترك

 

بدعوة من أخيه وصديقه صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزير رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، قام صاحب الفخامة السيد ماكي صال رئيس جمهورية السنغال يومي 8 و 9 من فبراير 2018 بزيارة عمل وصداقة لموريتانيا، على رأس وفد هام ضم على الخصوص وزير الشؤون الخارجية والسنغاليين في الخارج، وزيرالبترول والطاقة، وزيرالبيطرة والإنتاج الحيواني، وزير الصيد والاقتصاد البحري، وزير البيئة والتنمية المستدامة ، بالإضافة إلى موظفين سامين من الحكومة السينغالية.

 

وتترجم هذه الزيارة، التي تندرج في ديمومة العلاقات الأخوية والتعاون المتنوع بين البلدين، إرادة التشاور والحوار الدائم بين الرئيسين كما تسعى إلى تعزيز الروابط التاريخية بين الشعبين الموريتاني والسنغالي.

 

وخلال هذه الزيارة أجرى الرئيسان محادثات على انفراد تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا شبه المنطقة وكذا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

وكانت هذه المحادثات، التي تم توسيعها لاحقا لتشمل الوفدين، مطبوعة بتطابق تام في وجهات النظر حول القضايا المثارة.

 

وعبر الرئيسان صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز وصاحب الفخامة السيد ماكي صال عن ارتياحهما لجودة علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار القائمة بين الشعبين الموريتاني والسنغالي، وأعربا مجددا عن عزمهما على اتخاذ كل ما من شأنه أن يطورها ويعززها ضمانا لتنمية متكاملة في البلدين.

 

واستعرض الرئيسان مختلف مجالات التعاون وعبرا عن ارتياحهما لما تم تحقيقه من إنجازات. وأكدا على وجه الخصوص على التعاون في مجالات الطاقة والصيد والأمن.

 

واقتناعا منهما بأهمية دور الطاقة في التنمية الاقتصادية المستدامة فقد عبر الرئيسان عن إرادتهما المشتركة في تكثيف التعاون في هذا القطاع . وكتجسيد فعلي لهذه الإرادة السياسية وقعت الدولتان اتفاق التعاون بين الحكومتين المتعلق باستغلال حقل الغاز السلحفاة الكبيرة - احميم الموجود على مستوى الحدود البحرية بين البلدين.

 

وتناول الرئيسان مسألة شروط استغلال موارد الصيد وأصدرا التعليمات للوزيرين المكلفين بالصيد والاقتصاد البحري لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتقوية التعاون في هذا المجال سبيلا إلى توقيع اتفاق بين البلدين قبل نهاية مارس 2018.

 

وعبر الرئيسان عن أسفهما البالغ اثر الحادث الذي أدى إلى مقتل صياد سنغالي بشكل غير متعمد على الشواطئ الموريتانية، كما عبرا عن أسفهما كذلك على عمليات الاتلاف التي استهدفت متاجر الموريتانيين في مدينة سينلوي.

 

ودعا الرئيسان الى احترام القوانين والنظم التي تنظم طرق الاستفادة من المصادر البحرية،بشكل يكفل استغلالا معقلنا يضمن المحافظة المستديمة على المصادر سبيلا الى تحقيق المصلحة العليا للبلدين.

 

وأعطى الرئيسان تعليماتهما للوزراء المكلفين بالداخلية في البلدين للاجتماع قبل نهاية شهر مارس 2018 في دكار من اجل إكمال وتوقيع اتفاق بخصوص دخول وإقامة رعايا البلدين.

 

وطالب الرئيسان وزراء البيطرة بالعمل على عقد اجتماع خلال شهري مارس – إبريل 2018 في السنغال للجنة المشتركة لمتابعة تطبيق البروتوكول المنظم للانتجاع وتجارة المواشي بين البلدين.

 

وأعطى الرئيسان تعليماتهما لحكومتيهما بتشكيل مجموعة دفع مكلفة بمتابعة تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين .

 

وخلال تناول مسألة الأمن عبر الرئيسان عن ارتياحهما للنتائج الحاصلة في إطار التعاون بين البلدين واتفقا على دعم مقاربة تضامنية للوقاية والمحاربة الأنجع للجريمة المنظمة العابرة للحدود في مختلف تجلياتها وخصوصا الإرهاب والتجارة غير الشرعية للسلاح والمخدرات، وكذا الاتجار بالبشر وتبييض الأموال.

 

وفي هذا الإطار اصدر الرئيسان توجيهاتهم السامية من اجل عقد اجتماعات دورية بين الجهات المعنية،وكذا تنظيم دوريات مشتركة برية وبحرية.

 

وعبر الرئيسان عن تمسكهما بمنظمة استثمار نهر السنغال، كنموذج مثالي ,وإطار لتعاون وثيق قائم على استغلال الموارد المشتركة والمساواة والتضامن بين الدول المطلة على حوض نهر السنغال.

 

كما أكدا كذلك على الدور الهام الذي تلعبه لجنة مكافحة آثارالجفاف في الساحل والوكالة الإفريقية للسور الأخضر العظيم في محاربة التصحر في الساحل.

 

وفي موضوع القضية الفلسطينية عبر القائدان عن أسفهما لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس ودعــيـا إلى احترام الشرعية الدولية. وأكدا مجددا على مساندتهما التامة لحل سلمي عادل ودائم يقوم على أسس القانون الدولي المنصوص عليها في كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

 

وخلال تناول القضايا المتعددة الأطراف أكد الرئيسان خصوصا على ضرورة الإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن بصورة تضمن التمثيل المنصف للدول الأعضاء وتعكس الواقع الجيوسياسي الحالي.

 

وقد ركزا في هذا السياق على تمسكهما بالموقف الإفريقي المشترك المعبرعنه في تفاهم أزيلويني.

 

وقدم فخامة الرئيس السيد ماكي صال تهانئه الحارة لاخيه صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز على احتضان موريتانيا للقمة 31 للاتحاد الإفريقي .

 

وفي ختام زيارة العمل والصداقة للجمهورية الإسلامية الموريتانية عبر صاحب الفخامة السيد الرئيس ماكي صال عن شكره وعميق امتنانه لأخيه صاحب الفخامة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وللحكومة والشعب الموريتانيين للاستقبال الحار والأخوي والضيافة الكريمة التي خصصت له وللوفد المرافق له.

 

ووجه صاحب الفخامة السيد الرئيس ماكي صال الدعوة لأخيه صاحب الفخامة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز للقيام بزيارة لجمهورية السنغال. وقد تم قبول هذه الدعوة بارتياح كبير على أن تحدد عبر الطرق الدبلوماسية.

 

حرر في نواكشوط بتاريخ 09 فبراير 2018 في نسختين أصليتين عربية وفرنسية.

 

عن حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية

 

معالي السيدة خديجة مبارك فال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلفة بالشؤون المغاربية والإفريقية وبالموريتانيين في الخارج .

 

 

عن حكومة جمهورية السنغال معالي السيد سيديكي كابا وزير الشؤون الخارجية

 

والسنغاليين في الخارج.