برنامج الحكومة ومداخلات النواب

خميس, 01/02/2018 - 19:20

تميز عرض السيد: الوزير الأول لبرنامج الحكومة أمام نواب الجمعية الوطنية بالوضوح والواقعية وحضور الأرقام في ماتعلق بالوقائع والأخبار، و ابتعد عن الأسلوب الإنشائي إلا في ما اقتضى ذلك من تنسيق للأفكار وصياغتها في سياق الرؤى والطرح المرتبط بالآفاق المستقبلية.

 

 كان الوزير الأول رزين الهيئة رصين الأسلوب دقيق الملاحظات وقفي الجواب شامل الإجابة؛

 

لقد حضر التعليم بوصفه الموضوع الأهم في هذا النقاش وفي غيره بشكل إيجابي ومفصل؛ فكانت الملاحظات دقيقة والأجوبة شافية منبثقة من عمق الاطلاع وكثافة الإحاطة بدقائق الأمور بكل حيثياتها وتفاصيلها؛

 

والحال نفسه مع التعليم في هذا النقاش؛ كان حال الصحة والأمن والبنى التحتية، و ماتم طرقه في مجال الطاقة والمياه، و ماتحتاجه الثروة الحيوانية للنمو والبقاء، وما به تستقيم الحالة الاجتماعية وتزول كل الاختلالات التي عانت منها في الزمن الماضي.

 

لقد كان حضور القضايا السياسية جليا وكانت الرسائل المنثورة حوله متباينة جدا؛ فكانت الوجاهة في الطرح من نصيب البعض، وكانت الشخصنة بادية جدا، وكان الطريق إلى تصفية الحسابات سالكا!؛

 

بعض النواب في الجانب الأيمن؛ كان وكأنه ينتظر على أحر من الجمر ليمرر بعض الرسائل الانتقامية المتجمعة في صدره لحاجة في نفسه بأسلوب استفزازي مكشوف؛ وإن حاول بطريقة ما أن يتخذ مظهرا حياديا ويستعير له غطاء أو مظلة ظلت شفافة وكاشفة!!

 

كثير من النواب في هذه الجمعية -مع احترام إرادة الناخب- لا يستحق مجرد التسمية؛ للعجز في البيان والقصور في الأفكار ، وطبعا *عي الصمت أحسن من عي الكلام*

ليت أولئك لم يحضروا، أو إن هم حضروا ليتهم سكتوا.

 

في الجانب الأيسر كان قلة من القوم؛ حظ بعض كلامهم فيه صدق ووجاهة وبعض الفصاحة والنباهة، وكثير منهم كان كرديئ سابقيهم *ليته سكت* فكان الجحود والإنكار، وقلة النضج وقصور الأفكار، وانعدام البيان؛ هي الدل والسمت والعلامة الفارعة!؟.

 

منبر الجمعية الوطنية منبر عال جدا، لا ينبغي أن يتاح لعيي يمتاح البيان من الجرد، ويستقي الأفكار من الجلف، فحري بمن اعتلى هذا المنبر أن يكون ممن حباه مولاه بالفصاحة والبيان والنباهة والنزاهة وصحوة الضمير، والتشبع بالخير والنصح للنفس أولا ثم للغير، وبعدها يتزين بالأمانة والإبانة.

 

ليتنا في قادم الأيام نرى في برلماننا ما يثلج الصدر بيانا، ويملأ القلب راحة وطمأنينة عند التحدث و التعبير عن هموم المواطنين بكل أطيافهم؛ رغم تنوعهم واختلاف مشاربهم.

 

وفي الأخير يمكن القول بصوت عال أن السيد الوزير الأول في هذه الجلسات الخاصة بعرض البرنامج الحكومي، كان أكثر بيانا وأوضح رؤية و أهدى أدلة من غيره؛ ممن تبادلوا معه الكلام حول القضايا المطروحة، رغم أن هؤلاء انتخبهم الشعب ليكونوا له لسانا ناطقا وعقلا مدبرا، ونابها مفكرا، و نائبا عريفا، ومبينا حكيما؛ فراعوه بانقلاب المجن من ذلك كله، فكان جلهم قصارا قصرا، وكان ضيفهم فارع القامة منتصب الهامة.

عثمان جدو