ماذا لو لم يترشح ولد عبد العزيز لمأمورية جديدة؟

أربعاء, 31/01/2018 - 09:07

ربما لم يحن الوقتُ بعد لأضع القلم جانباً، وذالك لسببين اثنين، أولُهما أننا في وطن بحاجة إلى إثراء النقاش حول مجمل التحديات التي تجابهه وتجابهنا، وثانيهما أن كل رأيٍ رصين واعٍ بتلك التحديات، سيغسِلُ جزءً ولو يسيراً من سيل الآراء الغثة الرائجة هذه الأيام، وسيجد مساحتَه جنباً إلى جنبٍ مع النزر القليل من سمين الآراء.

نعم أجدني من جديد مطالبة بترجيح كفة العقل، خلافاً للمألوف من ميلنا نحن معشر النساء إلى العاطفة، ولكن ربما هي العاطفة والعقل معاً، وفي كل أمرٍ متعلق بوطنٍ عشقناهُ بإرادتنا، ورغماً عنا في آنٍ واحد.

لستُ بصدد طرحٍ فلسفي مطلقاً، ولستُ مهتمة بتطريز معسول الكلام، لذلك سأضربُ صفحاً عن التقديم لوجهة نظر ربما تكون في غاية الإيجاز والوضوح، بالنسبة لبعضكم، وسَيعتبرها البعضُ الآخر معادةً، أو تحصيلَ حاصلٍ، أو مجانفةً لرأيه من مجريات الأمور.

أرى أن الهرج والمرج قد كثُر في الآونة الأخيرة حول مطلب مأمورية ثالثة للأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بين معارضين للمطلب، ومؤيدين له، وأنا منهم، بل منهنّ، لأنهن أكثرُ في صفوف النساء، ولنا مبرراتنا الجلية والمقنعة التي تقتضي منا المجاهرة بالمطلب، لكن غلبَ علينا الحياء، كا العادة.

ومع ذالك، لا بأس من كشف بعضٍ من مبررات تعلقنا بالأخ محمد ولد عبد العزيز، ولن أتحدث عمّا يكفله لنا القانون من مقاعد برلمانية ومن حضورٍ في المجالس المحلية، ولا عن الإنجازات التي لا تُنكرها العين في كل أرجاء الوطن، بل سأكتفي بالحديث عمّا منحه الرئيس لنا من ثقةٍ تجلت في مناصب لم نكن نحلم بها في السابق، أو كنا نحلمُ بها، لكننا لم نجد من يُصَيِرُها واقعاً.

لقد بعث الأخ محمد ولد عبد العزيز الأمل في نساء موريتانيا، ومكّنهن من المشاركة الفعلية في الإدارة وفي التسيير، وعلى مختلف الأصعدة..

كم من الإدارات تُسيّرُ اليوم بنا؟ وكم من الأمانات العامة للوزارات؟  وكم من السفارات؟ وكم من الوزارات؟  بل أيٌ رؤساء موريتانيا السابقين منح سيدةً منصباً هاماً وسيادياً، مثل الأمانة العامة للحكومة مثلاً؟ لا أحدَ طبعاً..

لستُ بصدد مقارنة غير واردة بين حظوظ النساء المتعثرة في الأحكام والنُظم السابقة، وبين ما هنَّ عليه اليوم من تمكين في المجالات السياسة والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، ومن دون منٍ أو أذى..

 

سنردُ الجميل كاملاً غير منقوص...

 

نعم، سنردُه من أمانتنا في تسيير كل الشؤون الموكلة لنا، وسنردُه من ذودنا عن حياض مشروع بناء وطني متكامل وجدنا فيه ذواتنا ومستقبلنا، وسنرُده من حشد الدعم لمأمورية ثالثة..سنردُ الجميل حتماً من التصويت في صناديق الاقتراع..هذا مبلغ جهدنا.

لا أشكُ في وفائنا معشر النساء، فالوفاء شيمتنا، ولا أشكُ في أن الأخ الرئيس لن يحملَ مطلبنا على محمل الجد، وأتمنى عليه ألا يُشمتَ فينا معارضيه ومعارضينا.

قد يقول أحد الشامتين: ماذا لو لم يترشح ولد عبد العزيز لمأمورية جديدة؟ وهنا لن أجد حرجاً في الرد عليه بالقول: حتى وإن لم يترشح الأخ محمد ولد عبد العزيز لمأمورية جديدة، فسنبقى نتذكر إيمانه بموريتانيا قوية ذات سيادة، ولن ننسى له إنصافه لنا معشر النساء.

 

 

 

خديجة ذو النورين

 

كاتبة صحفية