موت الصحافة في موريتانيا

اثنين, 07/11/2016 - 12:46

بالأمس القريب أغلقت إذاعتان مستقلتان أبوابهما كانتا تبثان على الموجة الترددية fm في مدينة انواكشوط؛ وتوقفت قنوات تلفزيونية مستقلة عن الإنتاج؛ إلا من دراما محلية تنتج في الغالب في رمضان؛ ولم تتطور الصحافة الورقية منذ نشأتها؛ إخراجا وتصويرا ومضمونا. ورغم ذلك نتحدث عن مكانة في حرية الإعلام في العالم العربي؛ وعن صندوق عمومي لدعم الصحافة.

 

الصحافة الوحيدة التي تعمل دون كلل هي الألكترونية؛ وتجمع الغث والسمين وتختلط فيها المدونات الشخصية والمواقع الألكترونية؛ وقليل منها من يعتمد على مراسلين وأركان ثابتة وميزانية وخط تحريري.

 

ليست الحالة الصحفية في البلد بمعزل عن الكتابة عموما وحركة النشر بشكل أعم ؛ والاعتماد على الشبكة العنكبوتية في استمرار الصحافة في العالم أصبح مطروحا لكن في موريتانيا أصبح واقعا.

 

وليس الأمر راجعا فقط إلى الدولة ولا إلى الصحافة نفسها ولا إلى القارئ وحده ؛ بل إليهم مجتمعين تنضاف لهم مسببات أخرى منها ضعف الاشتراكات وانعدام الترويج وعدم إلزام القطاع الخاص بالتدخل ؛ وكذلك إلى سوء التوزيع وهجران المتلقي لكل ماعدا الانترنت.

 

في العواصم الإفريقية المجاورة تونس وداكار والرباط تطالعك كبريات الصحف الدولية والمحلية في الصباح الباكر في المحلات التجارية؛ لأن التوزيع بحد ذاته تجارة؛ فلا الصحف مسؤولة عن الإعلان عن نفسها؛ ولا القارئ محتاج للبحث عنها في كل مكان ناهيك عن السوق الكبيرة مقارنة معنا.

 

لقد رفع المشرع الموريتاني عقوبات وعراقيل أمام الصحفي الموريتاني؛ لكن الأيام أثبتت أن الحرية وحدها لاتكفي للحياة.

 

كما أن البرامج ومقدميها ومضامينها في الإعلام المستقل صاروا أعلاما وجزء من صناعة الرأي العام لهم نصيبهم من التأثير.

 

إذا غلقت القنوات المرئية وبقية تلك المسموعة أبوابها فعلى السلطة العليا للسمعيات البصرية ووزارة الإعلام أن تحذو حذوها وتترك المجال لافتتاحيات الوكالة والشعب وأوريزونه وكذا إذاعة موريتانيا كي تتولى ماتبقى من فتات المهمة.

 

موريتانيا بلد حطم الرقم القياسي في المنتديات الكبرى والصغرى والأيام التشاورية التي طالما بقيت حبرا على ورق؛ لكن الإعلام السمعي البصري فيها لايحتاج لنكبة حتى تنكشف نكساته؛ فهو يحتضر وستدخل بموته الديمقراطية الموريتانية في نفق مظلم.

اسماعيل يعقوب الشيخ سيديا