الصناعة الوحيدة التي تصدرها موريتانيا بدون منافس

جمعة, 12/01/2018 - 10:36

غنيٌّ عن القول أن موريتانيا دولة غنية بمواردها المتنوعة التي تكفي كل واحدة منها أن تجعل منا شعبا من أغنى شعوب الارض وأكثرهم ثراء ورفاهية.

لن أدخل في تعداد الثروات التي حبانا بها المولى عز وجل ,ولن أتحدث عن نسبة ما يدخل الخزينة العامة من تلك الثروات الهائلة ولا عن نسبة ما يدخل الجيوب الخاصة ,وهي نسبة تفوق آلاف المرات ما يُخَصص لإلهاء المواطن بمشاريع جلُّها وهمٌ وسراب ,بل سأدع تلك الامور ربما للحديث عنها في وقت مناسب آخر.

كما أنه غني عن القول ايضا أن معظم ثرواتنا يتم تصديرها كمادة خام ,فنحن لا نصنع "إبرة" من حديدنا الذي تصنع منه فرنسا سياراتها وطائراتها النفاثة ,ولا نصنع "قرط أذن" من ذهبنا الذي لا نأخذ من ريعه سوى نسبة 5% وليس مَن يعرف أين وكيف ولِمَن تذهب ,ولا "غاز ولَّاعة" من نفطنا الذي لم يعد أحدٌ يسمع عنه منذ سنوات ,وانما الصناعة الوحيدة التي تُميزنا عن غيرنا وتُثبتُ براعتنا وخبرتنا ـ مع الاسف ـ هي "تجارة الاعراض والشرف".

 

نعم!!

لقد راجت في السنوات الاخيرة تجارة يمتهنها الكثير من السماسرة ووكالات الحج والعمرة بالتعاون مع خبيرات في الاغواء والاغراء لبيع فتيات موريتانيات قاصرات ـ أغلبهن من أوساط فقيرة ـ لأثرياء خليجيين كجَوارٍ وغانيات مقابل مبالغ ضخمة يتقاسمها أولئك الذئاب.

وكمثال على ذلك ,فإن السلطات في السعودية تحتجز حاليا عددا من مصدري تلك "البضائع الموريتانية" مع ممثلين لهم في المملكة ,وتطالب باعتقال أشخاص آخرين ينشطون في هذه التجارة المربحة التي تميزت بلادنا في صناعتها وتصديرها.

 

تلكم هي بلاد شنقيط..بلاد الرباط والمنارة..بلاد العلم والعلماء..أصبحت ـ بفضل شرذمة من عديمي الضمائر وتجار الاوطان ـ بلاد "المومسات" وكل ما يخطر ببالك من أوصاف الرذيلة.

انني أعرف ـ سلفا ـ أن هناك من سيدافع عن أمثال هؤلاء ويجد لهم الاعذار والمبررات ,بل إن هناك مَن سيحاول إلباس الامر لبوس الشرع ,مع الاسف الشديد ,وليس ذلك الا نتيجة لتغير المفاهيم وتبدل القِيم وإحلال الرذائل محلّ الفضائل في محاولة لنسف الاسس النبيلة التي عُرف بها هذا المجتمع واتصف بها على مر الازمنة وفي كل الامكنة.

محمد محمود محمد الامين