برنامج كوريا الشمالية الصاروخي وأهدافه

خميس, 30/11/2017 - 10:31

أطلقت كوريا الشمالية صاروخا عابرا للقارات يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 يعتبر الأكثر تطوراً على الاطلاق حتى الآن حيث يصل مداه للولايات المتحدة وذلك بعد توقفها لمدة شهرين عن تجاربها الصاروخية. إنه صاروخ جديد يعرف باسم هواسونغ-15.

ماذا نعرف عن هذا الصاروخ؟

تقول كوريا الشمالية إن هذا الصاروخ العابر للقارات (ICBM) هو الأكثر قوة على الاطلاق حتى الآن، ويأتي ليكمل نظام تطوير الأسلحة الصاروخية للبلاد.

وقالت إن الصاروخ كان يحمل رأساً حربياً كبيراً قادراً على ضرب كامل أراضي الولايات المتحدة، وأنه وصلإلى أطول مدى مقارنة بالتجارب السابقة.

اختبرت كوريا الشمالية في يوليو / تموز العام الماضي الصاروخ هواسونغ-14 والذي وصل إلى ارتفاع 1865 ميلاً أي ثلاثة آلاف كيلومتر. لكن هناك العديد من الأصوات التي تشكك في المدى الذي سيصل إليه عندما يكون محملاً برأس حربي.

وهناك تكهنات بأن الصاروخ تم شحنه بالوقود أفقيا، قبل وضعه على منصة الإطلاق، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز. ومن شأن هذا التطور أن يجعل من الصعب توجيه ضربة استباقية للصواريخ الكورية من قبل الولايات المتحدة.

تطوير الصواريخ العابرة للقارات

تتركز جهود كوريا الشمالية الأخيرة في هذا المجال على إنتاج صواريخ بعيدة المدى يمكن الاعتماد على إمكانياتها في الوصول إلى البر الأمريكي.

ففي الرابع من يوليو/ تموز 2017، قالت بيونغيانغ إنها أجرت أول اختبار ناجح لصاروخ عابر للقارات. وقالت إن صاروخ هواسونغ 14 لديه القدرة على ضرب "أي مكان في الأرض"، ولكن التقديرات الأمريكية الأولية تشير إلى أن مدى الصاروخ أقل من ذلك.

ووصف الجيش الأمريكي صاروخ هواسونغ 14 بأنه صاروخ متوسط المدى، ولكن عددا من الخبراء الأمريكيين قالوا إنهم يعتقدون أن بإمكانه الوصول إلى ولاية ألاسكا الأمريكية الشمالية.

ومنذ عام 2012، شوهد نوعان من الصواريخ العابرة للقارات (وهما KN-08 و KN-14) في الاستعراضات العسكرية التي تجريها بيونغيانغ بشكل دوري.

يعتقد أن لصاروخ KN-08 ذي المراحل الثلاث، والذي يطلق من ظهر ناقلة محورة، مدى يتجاوز 11,500 كيلومتر.

أما الصاروخ KN-14، فيبدو أنه صاروخ ذو مرحلتين يبلغ مداه نحو 10 آلاف كيلومتر.

ولم يتم اختبار أي من الصاروخين بعد، ولكن الصور التي نشرت مؤخرا تشير إلى أن اختبارات محركات الصاروخين جارية على قدم وساق، كما تشير إلى إجراء اختبارات على درع حراري لرأس نووي قد يركب على الصاروخ مستقبلا.

ولكن يعتقد، ورغم هذا التقدم، أن كوريا الشمالية ما زالت تفتقر إلى القدرة على استهداف مدينة ما بشكل دقيق بصواريخها العابرة للقارات، كما يعتقد أنها تفتقر إلى القدرة على إنتاج رأس نووي من الصغر بحيث يمكن حمله بواسطة الصواريخ التي تمتلكها.

صاروخ

لماذا تصر بيونغيانغ على إنتاج الصواريخ العابرة للقارات؟

ينظر إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على أنها رمز للتعبير عن القوة حيث تتيح للبلد الذي يملكها تصويب قوة نارية هائلة على أعدائه رغم وجودهم على الطرف الآخر من الأرض.

والمبرر الرئيسي والحقيقي لإنفاق المال والوقت والجهد على تطوير هذه الصواريخ هو استخدامها لحمل الأسلحة النووية.

خلال الحرب الباردة، سعى الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة إلى التوصل إلى سبل مختلفة لحماية صواريخهما وإيصالها إلى أهدافها. وكانت هذه الصواريخ مخبأة في صوامع خاصة أو محملة على شاحنات ضخمة أو على متن غواصات تجوب المحيطات.

من الجدير ذكره أن كل الصواريخ العابرة للقارات مصممة حسب مفاهيم متشابهة، فهي عبارة عن صواريخ متعددة المراحل ذات وقود صلب أو سائل وتحمل رؤوسا حربية إلى الفضاء الخارجي.

بعد وصول هذه الرؤوس الحربية - وهي قنابل هيدروجينية عادة - إلى الفضاء الخارجي، تعود إلى الغلاف الجوي للأرض وتنفجر فوق هدفها المحدد أو عليه مباشرة.

 

وبعض الصواريخ العابرة للقارات مزودة بأكثر من رأس نووي، وهو ما يسمح لها بضرب عدة أهداف في وقت واحد وخداع أنظمة الدفاع الصاروخي.

إبان الحرب الباردة، كان مدى الصواريخ العابرة للقارات وتهديدها الماثل من أسس مبدأ "الدمار الشامل المشترك ( MAD)" الذي كان سائدا آنذاك.

ينظر إلى هذا المبدأ على أنه ساعد في استتباب السلام لأن أيا من الطرفين لم يكن لينتصر في حرب نووية دون تكبد خسائر هائلة.