"أردوغان يخوض في وحل المياه السياسية السورية والعراقية"

أربعاء, 02/11/2016 - 15:15

كرست صحيفة الفايننشال تايمز مقالا افتتاحيا عن الدور التركي في العراق وسوريا وما سمته طموحات الرئيس التركي للعب

دور في معركة استعادة مدينة الموصل العراقية من ايدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وواصلت صحف الأربعاء البريطانية الأخرى نشر متابعات اخبارية وتقارير عن واقع المعارك الجارية فيها.

وترى الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان "أردوغان يخوض في وحل المياه السياسية السورية والعراقية" أن مساهمة القوات التركية تُعقد واقع القتال والجهود التي يبذلها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لطرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل والرقة.

وتقول الصحيفة إن أردوغان يريد دورا في الهجوم على الموصل بينما تطالبه الحكومة العراقية بسحب قواته من على أراضيها.

وفي شمالي غرب سوريا تقاتل تركيا وفصائل المعارضة السورية التي تدعمها ميليشيا الاتحاد الديمقراطي الكردية التي يفضل البنتاغون ان تكون قوة ضاربة في معركة استعادة مدينة الرقة.

وترى الصحيفة ان لأردوغان ثلاثة أهداف: الاول يتجسد في أن اللغة التي يستخدمها لتأكيد حقه في المشاركة في معركة الموصل تستعيد مزاعم المطالبة بالموصل بعد استقلال تركيا بوصفها ولاية عثمانية سابقة.

وتشدد افتتاحية الصحيفة على أن أردوغان يهدف من وراء ذلك إلى كسب دعم القوميين المتطرفين في تركيا لسعيه لطرح استفتاء بشأن انشاء نظام رئاسي في تركيا على طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربما يطرحه الربيع المقبل.

أما الهدف الثاني برأي الصحيفة فيتمثل في كبح أي تقدم لحزب العمال الكردستاني وشقيقه الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، حيث يقاتل الأكراد السوريون مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية تحت غطاء جوي من طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة، لتحقيق منطقة حكم ذاتي خاصة بهم في مناطق شمال سوريا المحاذية لتركيا التي ترى في هذه المنطقة تكوينا جنينيا لدولة كردية على حدودهم ستسهم في اذكاء تمرد حزب العمال الكردستاني داخل بلادهم.

وتؤكد الصحيفة على التناقض بين سعي واشنطن لشن هجوم لطرد المسلحين في الرقة في الوقت الذي تقوم به حليفتها في حلف الناتو، تركيا، بقتال حلفائها الأكراد في سوريا.

اما الهدف الثالث فيتمثل في سعي أنقرة لإعادة تأكيد قوة وخبرة جيشها في داخل تركيا وخارجها، لاسيما بعد أن كشفت محاولة الانقلاب المجهضة في يوليو/تموز الماضي عن أن الكثير من قيادات الجيش كانوا من اتباع الجماعة الدينية التي يقودها الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.

وتخلص الصحيفة الى القول إن من حق تركيا أن تتوقع اخلاصا من حلفائها، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن تطالبهم بتحديد مدى دعمهم للطموحات الكردية، ولكن ما يفعله أردوغان ،وليس للمرة الأولى، هو اخضاع كل شيء لرغبته في الوصول لدور رئاسي مهيمن وغير معرض للمساءلة، وهو ما جعلته المحاولة الانقلابية الفاشلة في متناول يده، بحسب الصحيفة.

المدنيون في الموصل

وأفردت صحيفة الغارديان مساحة في صفحتها الأولى لمتابعة مجريات القتال في الموصل عبر مراسليها في المنطقة تحت عنوان "القوات العراقية تدخل الموصل لأول مرة منذ عام 2014".

وتتابع الصحيفة في تقريرها وقائع دخول القوات الخاصة العراقية إلى بعض الأحياء شرقي المدينة أمثال كوكجلي وجديدة المفتي.

وتنقل الصحيفة في تقريرها شهادات عن سكان مدنيين عن آثار القتال في مناطقهم، حيث وصف أحدهم إصابة باحة منزلهم بقذيفة هاون بينما سقطت قذيفتان أخريان قرب المنزل.

كما ينقل التقرير عن المتحدث باسم قوات التحالف، الكولونيل جون دوريان، قوله الثلاثاء إن قوات التحالف استهدفت مواقع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بـ "نحو 3 آلاف من القنابل والقذائف والصواريخ" منذ بدء عملية استعادة الموصل.

ويركز التقرير على المخاوف بشأن مصير المدنيين في المدينة الذين يقدر عددهم بين مليون إلى مليوني نسمة، بعد تقارير عن استخدام التنظيم لهم كدروع بشرية لعرقلة تقدم القوات المهاجمة.

"في عربة الدرجة الثانية"

وتنشر الصحيفة نفسها مقالا بقلم محررها الدبلوماسي باتريك وينتور تحت عنوان "بريطانيا كانت شريكا 'من الدرجة الثانية' في حرب العراق".

ويستند المقال إلى تصريحات أحد اعلى الدبلوماسيين البريطانيين السابقين وهو السير جيريمي غرينستوك، سفير بريطانيا السابق في الأمم المتحدة ومسؤول الإدارة البريطانية في العراق في عام 2004.

ويقول وينتور إن غرينستوك أشار إلى أن التأثير البريطاني على الولايات المتحدة خلال هذه الحرب كان هامشيا ونقل عنه قوله "كنا في عربة الدرجة الثانية ولم نكن نسوق القاطرة".

ويضيف غرينستوك أن الإدارة الأمريكية كانت ترى العراق مشروعا أمريكيا بكل معنى الكلمة، والأمريكيون وحدهم، من لهم الحق، والمؤهلون لإدارته.

وينقل المحرر الدبلوماسي عن مقابلة مع غرينستوك بمناسبة صدور كتاب جديد له بعنوان "العراق: كلفة الحرب" قوله إن شبح الحرب ما زال مخيما على السياسة البريطانية المعاصرة، وحتى الاتجاه الانعزالي الذي تكشف "في طيات التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي يمكن تتبع جذوره، جزئيا، في النفور الشعبي البريطاني من حرب العراق. فالنخبة والقوة العظمى لم تعد مقبولة".

ويرى غرينستوك أن مسلسل ما جرى في العراق خلف ضررا هائلا على الموقف الأمريكي " فمن غير المقبول بالنسبة إلى معظم الناس في كوكبنا اليوم أن تفسر الولايات المتحدة لوحدها الشرعية الدولية".

وكان غرينستوك قد تخلى عن فكرة نشر كتابه هذا في عام 2005 بعد اعتراضات جاك سترو الذي اصبح وزير خارجية لاحقا، لكن عاد إلى نشره اليوم بعد موافقة الحكومة البريطانية وبعد نشر تقرير لجنة تشيلكوت للتحقيق في حرب العراق الصيف الماضي.