لماذا طُلب من البطريرك الراعي عدم إظهار الصليب على صدره في السعودية؟

أربعاء, 15/11/2017 - 10:35

أبرزت صحف عربية الأزمة الحالية في لبنان بعد الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أثناء وجودهفي الرياض، مما أثار تكهنات بأنه ربما يكون محتجزاً في السعودية.

ويناقش معلقون مغزى زيارة بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان بشارة الراعي للسعودية ولقائه الحريري في مقر إقامة الأخير بالرياض، بينما يحلل معلقون آخرون موقف إسرائيل إزاء التصعيد السعودي ضد إيران.

يقول زهير الحارثي في صحيفة الرياض السعودية: "مبادرة الرياض بالترحيب بالبطريرك هي رسالة للداخل اللبناني بأنها تدعم السلم الاهلي وتحترم الشرعية والرموز الدينية الوطنية وتحرص على استقرار لبنان ووحدته وعروبته وترفض التدخلات الخارجية في شؤونه".

ويقول الكاتب عن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله: "حسابات نصر الله وتخميناته مصيرها الفشل، بدليل زيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي يعد أحد الشخصيات اللبنانية المسيحية البارزة في الشرق الأوسط إلى المملكة العربية السعودية وهي زيارة مهمة فالراعي قائد روحي مسيحي ولبناني محترم مشهود له ذو مواقف معروفة".

على النقيض، يقول شارل أيوب في صحيفة الديار اللبنانية: "السعودية التي يوجد على أرضها 270 ألف لبناني، هل تسمح للجالية المسيحية بإقامة كنيسة واحدة للصلاة فيها؟ ولماذا طُلب من البطريرك بشارة الراعي والمطران بولس مطر وغيرهما عدم إظهار الصليب على صدرهما اثناء زيارتهما إلى السعودية؟

إن الصورة التي جاءت من الرياض في المطار وفي الاجتماعات تُظهر بوضوح أن الصلبان مختفية عن صدر البطريرك بشارة الراعي والمطران بولس مطر والأساقفة المرافقين للبطريرك الراعي".

ويقول ميشال أبو نجم في صحيفة الأخبار اللبنانية: "لطالما أتقنت السعودية استخدام 'القوة الناعمة' وإخفاء ما هو سلبي في سياساتها في المنطقة تحت الوسائل المالية والإعلامية، وهي وسائل مشروعة في مدّ النفوذ في العلاقات الدولية، وطغت استطراداً على استخدامها النفوذ الديني الذي تمثَّل في تمويل انتشار الفكر الوهابي ومدارسه في شتى أنحاء العالم".

ويضيف الكاتب: "مع الضربة التي وجهت راهناً لرئيس حكومة لبنان وزعيم التيار الأقوى تمثيلاً لسُنّته، يصل انحدار صورة المملكة العربية السعودية في لبنان إلى أقصاه، ولم يعد بإمكان أي قوة سياسية حليفة لها أن تتباهى بأن التدخل السعودي لا يمسّ سلباً لبنان، وأنه لا يشكّل تهديداً لسيادته وأمنه".

"للحرب حسابات أخرى"

ويقول محمد السعيد في صحيفة الأهرام المصرية: "إسرائيل غير مستعدة نفسياً لخوض حرب واسعة، خصوصاً إذا أدركنا الظروف الإقليمية التي لا تسمح لتل أبيب بشن حرب بهذا المستوى، وبالذات معادلة توازن القوى الجديدة داخل سوريا التي فرضت إيران كدولة جارة للمرة الأولى لإسرائيل، كما فرضت انتصار تحالف نظام الأسد مع كل من روسيا وإيران وحزب الله على غير ما كانت تأمل إسرائيل".

ويتابع الكاتب: "للحرب حسابات أخرى حتماً ستأخذها إسرائيل في الاعتبار، وبالذات القيادات العسكرية المسؤولة عن قرار الحرب، بعيداً عن نزوات القيادات السياسية ومعاركها الانتخابية والإعلامية".

وفي صحيفة الثورة السورية، يقول خالد الأشهب: "لا أشك أبداً في القدرات السياسية الإسرائيلية الأمريكية في التحليل والاستنتاج، ولا أشك لحظة في أن صانع القرار الإسرائيلي بات يدرك جيداً، خاصة بعد مجموعة المحاولات الإسرائيلية المدمرة لكسر مقاومة حزب الله وآخرها الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، أن إضافة محاولة جديدة، مهما كانت عنيفة ومدمرة، لن تؤثر عميقاً في ثقافة المقاومة وقدرتها على الترميم وإعادة البناء السريعة".

ويضيف الكاتب: "نفسر جملة المواقف الأمريكية الإسرائيلية العدائية المتصاعدة تجاه إيران، ونفسر ذلك الدور العقائدي والتمويلي التحريضي الذي تلعبه السعودية في الاتجاه ذاته، وكذلك الأدوار اللوجستية والعسكرية التي تلعبها في دعم وتمويل قوى الإرهاب والرجعية في سوريا والعراق واليمن بوصفها بنية تحتية ضرورية، تمهد لهجوم أمريكي إسرائيلي في المدى البعيد أو حتى المنظور وتهيئ له".