نبذة عن المجاهد محمد رشيد و لد عمر اندور الأسير في أحداث معركة توجنين التاريخية

خميس, 19/10/2017 - 17:49

الحمد لله الذي أمر بالجهاد في سبيله و وعد عليه الأجر العظيم قال تعالى:  } لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما{   النساء95،96 و صلى الله وسلم و بارك على نبينا محمد أفضل المجاهدين وأصدق المناضلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الكرام الذين باعوا أنفسهم لله وجاهدوا في سبيله حتى أظهر الله بهم الدين وأعز بهم المؤمنين وأذل بهم الكافرين .

 

إن في تاريخنا رجال عظماء جاهدوا في سبيل الله و استطاعوا بما لديهم من قدرات خاصة وموهبة في الشجاعة والإقدام أن يحرروا أوطانهم و أن يصلوا بها إلى بر الأمان ، و من هؤلاء الرجال العارف بالله المجاهد محمد رشيد ولد عمر اندور الذي قاوم المستعمر الفرنسي و أعوانه <كوميات> مقاومة شديدة.

   

كان رحمه الله أحد السواعد القوية لقادة الجهاد .. بطلا  ثابتاً في أرض المعارك.. راميا متميزا ..  قوي البنية  ..  سريع البديهة .. صاحب عزيمة لا تلين .. شريف النفس .. ربانيا صادقا من عباد الله  الصالحين .

 

ينتمي المجاهد محمد رشيد ولد عمر اندور إلى قبيلة أزركيين  الحسانية عشيرة أهل اندور المعروفين بالعلم و الجهاد في سبيل الله و التجارة و الزراعة ؛ ولد أوائل القرن الماضي على وجه التقريب بضواحي الساقية الحمراء ؛ والده المخلص لله عمر ولد محمد اندور المتوفي سنة 1914 - - كان في سفر من أجل التسوق من أسواق واد نون و أثناء عودته اعترض سبيله جماعة من قطاع الطرق و قتلوه في منطقة آساكا و تم دفنه بواد هناك و بعد فترة من الزمن جرفت السيول المطرية ضريحه رحمه الله تعالى - - ؛ و والدته الشريفة الصالحة حفيدة الشيخ سيد أحمد العروسي أم المومنين بنت الكوري ولد هيدالة .

عاش رحمه الله تعالى الكثير من مراحل المقاومة و شارك في أغلب المعارك ضد المحتل الفرنسي منها معركة توجنين سبتمبر 1931 التي جرح و أسر فيها و بقي بعدها  في السجن غرب افريقيا إلى أن أطلق سراحه سنة 1935 نهاية المقاومة المسلحة  .

عاد إلى أرض الساقية الحمراء في الأربعينيات من القرن الماضي بعد غياب استمر 20 سنة تقريبا من المقاومة و الجهاد في سبيل الله  ، و استقبلته الأهالي آنذاك بفرحة كبيرة و بحفاوة بالغة  و سموا أبناءهم  باسمه تيمنا به .

هذه سطور قليلة تتضمن نزرا يسيرا من سيرة الأسير المجاهد محمد رشيد اندور  و أرجو أن أكون وفقت لعرض بعض الجوانب في حياته ليقف المهتمون و الباحثون عليها في موضوعاتهم التاريخية .

نسأل الله عز وجل أن يرحمه وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعا  .

اندور الهيبة احمد