"حرب اليمن المنسية"

جمعة, 23/09/2016 - 13:08

خصصت صحيفة التايمز مقالها الافتتاحي الخميس لما تسميه "حرب اليمن المنسية"، مشيرة إلى أن الاهتمام العالمي بالأزمة السورية عتّم على رؤية القتال الدائر في أفقر دولة في الشرق الأوسط والذي خلف كارثة انسانية فيها.
وتحض الصحيفة بريطانيا والولايات المتحدة على تقديم المساعدة في حل الأزمة الانسانية المتفاقمة في اليمن.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها بات من المستحيل تقريبا إيصال الغذاء والمواد الطبية إلى مناطق غربي اليمن، لكن صورا وشهادات عن المعاناة الانسانية والمجاعة هناك اخذت ترشح.
وتنقل الافتتاحية عن احصاءات من الأمم المتحدة تقول إن نحو 100 ألف طفل تحت سن الخامسة في اليمن تحت خطر سوء التغذية الشديد في ميناء ومدينة الحديبة وحدها.
وتلقي الافتتاحية باللوم في ذلك على ما تصفه بالحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية على اليمن الذي يمنع عمليات الصيد المحلية أو واردات الغذاء التي تعتمد عليها هذه المنطقة كليا.
وتضيف الصحيفة أنه على الأرض تتعرض العاصمة اليمنية إلى غارات مستمرة لطائرات التحالف، وقد ضرب ثلثها أهدفا مدنية، بحسب الصحيفة.
وتشير افتتاحية التايمز إلى أن اكثر من 10 آلاف شخص قد قتلوا أو جرحوا في هذه الحرب حتى الآن، ونزح نحو 8 ملايين شخص بعيدا عن ديارهم.
وتضيف أن النتائج على الأرض مروعة: ففي غارة جوية واحدة قتل 47 مدنيا، بينهم 20 امرأة و 15 طفلا. وقد انسحبت وكالات الإغاثة تاركة البلاد في شح حاد في اسرة المستشفيات والمعدات الطبية. وان ثمة نحو 20 مليون شخص في اليمن بحاجة ماسة إلى مساعدات الاغاثة والى السلام.
وتحذر الصحيفة من خطر انتشار الحرب الأهلية في اليمن إلى عموم المنطقة، في وقت تمثل فيه الولايات المتحدة وبريطانيا المزودين الرئيسيين للسعودية بالسلاح وتقوم إيران بتجهيز الحوثيين بالاسلحة.
وتشير الصحيفة إلى أن المستفيد الرئيسي من انحدار اليمن إلى الفوضى هو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يمتلك تاريخا طويلا في نشر العنف خارج الحدود اليمنية.
وتحض الصحيفة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على انتهاز فرصة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بوقف شحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن واقرار مراجعة شاملة في الوقت نفسه لصادرات الاسلحة البريطانية.
وتخلص الصحيفة إلى أن أولى الخطوات العملية تتمثل في الإصرار على وقف العمل العسكري السعودي وادخال المساعدات الإنسانية إلى غرب اليمن.
تبدد آمال السلام في سوريا
وفي الشأن السوري، تنشر الصحيفة ذاتها تقريرا مشتركا لمراسلها للشؤون الدبلوماسية ومراسلها في بيروت، تحت عنوان "تبدد آمال السلام مع ارسال بوتين لبحريته" إلى سوريا.
ويقول التقرير إن روسيا ارسلت حاملة طائرات إلى الساحل السوري في توسيع واضح لحملتها العسكرية في سوريا على الرغم من دعوة الولايات المتحدة إلى حظر كلي للطيران في مناطق رئيسية من سوريا لإنقاذ الهدنة المهددة بالانهيار هناك، بعد الهجوم الذي تعرضت له قافلة إغاثة قرب مدينة حلب.
وفي الشأن السوري أيضا تنشر صحيفة الغارديان مقال رأي لروبرت فيركايك، مؤلف كتاب "الجهادي جون: صناعة إرهابي" تحت عنوان "هل أن بريطانيا تقاتل في حرب غير شرعية أخرى في الشرق الأوسط؟"، يحذر فيه مما يراه خطر تورط بريطانيا في مستنقع حرب أهلية خطرة ومحيرة في سوريا.
وينطلق الكاتب من حادثة مقتل 62 عسكريا سوريا في قصف جوي، تتهم سوريا طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالمسؤولية عنه، التي يرى أنها تثير أسئلة جوهرية بشأن نشاط الطائرات البريطانية من دون طيار في سوريا.
ويشير الكاتب الى أن هذه الحادثة سمحت للرئيس السوري بشار الأسد بقلب الطاولة على التحالف الدولي وإتهام الولايات المتحدة وبريطانيا بالاستهداف المتعمد لقواته.
ويخلص الكاتب إلى أن مثل هذا الاتهام يضع بريطانيا أمام خطر المشاركة في حرب غير قانونية في الشرق الاوسط، ويقول الكاتب إن وزارة الدفاع البريطانية نفت أن يكون ثمة استهداف متعمد للجنود السوريين، مشيرة الى أن تحقيقا دقيقا سيجري في الحادثة.
ويشير الكاتب إلى أن بريطانيا من البلدان الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، بينما الولايات المتحدة لم توقع عليه، لذا فإن حرجا مضاعفا سيقع على بريطانيا إذا قرر أهالي الضحايا رفع القضية إلى هذه المحكمة، حيث يتمنى الكثيرون رؤية الرئيس الأسد يواجه المحاكمة فيها بشأن جرائم الحرب.
ويشير الكاتب إلى أن وزير الخارجية البريطاني والمحامية في مجال حقوق الإنسان، أمل كلوني، قد صعدا جهودهما لجمع أدلة ضد كل اولئك المتهمين بارتكاب فظائع في سوريا، بمن فيهم القوات التابعة للأسد.