تقارب السعودية مع روسيا يهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني

أحد, 08/10/2017 - 10:29

تناولت الصحف العربية المباحثات السعودية الروسية الأخيرة، ولاسيما ما يتعلق بدور إيران في المنطقة.

وأشار بعض الكتاب إلى أن الزيارة تعكس تنامي الدور الروسي في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا.

" تخفيف نفوذ إيران"

يقول شارل أيوب في الديار اللبنانية إن "الاقتراب السعودي - الروسي بالنسبة إلى السعودية يتركز على الدور الإيراني ولا يتركز على الموضوع الداخلي السوري، وما يهم السعودية أن تلعب روسيا دوراً في تخفيف نفوذ إيران أو الطلب من إيران عدم التوسع في دول الشرق الأوسط، لأن السعودية تعتبر ذلك إخلالا بالتوازن العربي في مناطق المشرق العربي والمنطقة العربية".

وبالمثل، قال علي نون في المستقبل اللبنانية: "ما فعلته وتفعله القيادة السعودية بذكاء وحرِفيّة (وأخلاق) هو تفكيك الأدوات الحصارية التي استندت إليها إيران طويلاً! وأوغلت في استثمارها من دون أن تأخذ في الاعتبار أي شيء غير مصالحها القومية!"

في السياق ذاته، رأى رفيق خوري في الديار اللبنانية أن الرياض "طرحت على الطاولة الروسية همومها. واهتماماتها الملحة: من التسوية في الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الحل السياسي في سوريا. ومن العمل على مكافحة الارهاب والتطرّف إلى إلزام ايران الكفّ عن تدخلاتها في شؤون المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها"ز

وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي "تحدث عن السعي لإيجاد حلول وسط حول ما يقلق السعودية في سوريا، مع تأكيد الحرص على عدم انعكاس الاتصالات الروسية - الإيرانية على التعاون مع الرياض، يعرف أن مواجهة المحور الإيراني الذي يعمل لتعاظم نفوذه في اليمن والعراق وسوريا ولبنان أولوية سعودية".

وفي الحياة اللندنية، قال جهاد الخازن إن "عقد السعودية وروسيا اتفاقات نفطية مع استثمارات مشتركة أخرى نفع كبير للبلدين، وربما استطاعت السعودية أيضا أن تبعد روسيا عن حلف غير معلن مع إيران في سورية".

كتب خالد بن حمد المالك في صحيفة الجزيرة السعودية يقول: "جاءت زيارة الملك سلمان إلى روسيا لتعطي في المقام الأول إشارات عن تغيُّر جذري في العلاقات الثنائية؛ بدليل هذه الاتفاقيات التي تم إبرامها بين الجانبين، ومظاهر الحفاوة التي استقبل بها الملك سلمان".

ويضيف الكاتب: "لا يعني ذلك أن الموقف السعودي - الروسي متماثل في كل شيء، بل تظل المملكة لها سياساتها التي ليس بالضرورة أن تكون متطابقة مع السياسة الروسية، والعكس صحيح، لكن اختلاف وجهات النظر في قضايا جانبية لا يلغي مبدأ التعاون بين الدولتين".

 

"كل الطرق تؤدي إلى موسكو"

من ناحية أخرى، انتقد تركي صقر في صحيفة تشرين السورية السعودية قائلا: "بات واضحا لحكام السعودية وغيرهم أن مركز الثقل في حل معظم القضايا الإقليمية انتقل من يد واشنطن إلى يد موسكو نتيجة تعاونها مع سوريا في مكافحة الإرهاب".

واستطرد الكاتب: "مهما يكن من أمر فإن زيارة الملك سلمان إلى موسكو وقبله زيارات [الرئيس التركي] أردوغان وتنسيقه مع الرئيس بوتين حول سوريا وكذلك اتصالات حاكم قطر المتواصلة ما هي إلا إقرار بالدور الروسي ودلالة واضحة على خيبة أمل رعاة الإرهاب المريرة من الإدارة الأمريكية وسقوط مشاريعها الاستثمارية في الأعمال الإرهابية، وأن كل طرق الحل والربط لا تجدي نفعا إلا إذا كانت تؤدي إلى العاصمة الروسية موسكو".

وعلى نفس المنوال، قالت افتتاحية القدس العربي اللندنية إن الزيارة "سجّلت انعطافة كبيرة في العلاقات بين الرياض وموسكو... إن السخاء السعودي في الصفقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية لا يبدو وكأنه يعكس توازنا بين ندين أكثر مما يعكس تقبلا لدور موسكو الشرق أوسطي، في سوريا ومصر وليبيا كما في باقي البلدان العربية".