أسباب ظاهرة كثرة الطلاق في بلادنا (تفاصيل مهمة)

أربعاء, 04/10/2017 - 20:00

 تشير منظمات نسائية عدّة إلى أنّه وعلى الرغم ممّا نالته المرأة الموريتانية من حقوق سياسية ومدنية واجتماعية، فإنّها تظلّ مهددة بالطلاق من دون سبب قوي ومقنع لإنهاء رباط الأسرة، وفي أي وقت ومهما طالت أو قصرت فترة الزواج. وتطالب الجمعيات بجعل الطلاق في يد القاضي لمحاربة هذا الإخفاق العائلي الذي جعل موريتانيا تتربع على قمة هرم أرقام الطلاق في العالم العربي، كذلك تطالب بمحاربة العادات الاجتماعية التي تحرم المرأة من المطالبة بحقوقها بعد الطلاق ومناقشة موضوع الماديات قبل الزواج، وهو ما يجعل المطلقات بمعظمهنّ يتحمّلنَ مسؤولية الإنفاق على أبنائهنّ بعدما منعهنّ العرف من استرجاع مؤخّر الصداق والاستفادة من نفقة الأطفال واستعادة تجهيزات البيت. إلى ذلك، نجد في المجتمع الموريتاني نماذج

غريبة من حالات الطلاق، من قبيل طلاق الملل، والطلاق بسبب تكرار إنجاب الإناث، وطلاق الغيرة، وطلاق النفساء، وطلاق فترة شهر العسل، والطلاق بسبب فقدان العذرية، والطلاق بسبب التأثر بالتلفزيون، والطلاق بسبب كثرة التحدّث على المحمول، بالإضافة إلى حالات أخرى غريبة.

وتقول لمينة بنت سيدي أحمد وهي موظفة عاشت تجربة الانفصال مرّتَين، إنّ "نسبة كبيرة من المجتمع الموريتاني ترى أنّ الطلاق يحصل بطلب أو بإيحاء من الزوجات، وهذا غير صحيح. المرأة أصبحت واعية لصعوبة المعيشة بالمقارنة مع ما كانت عليه النساء في السابق. ففي حال عادت بأبنائها إلى بيت العائلة، فإنّها لن تجد المعيل مثلما كان يحدث قبل سنوات حين كانت المطلقة وأبناؤها تحت رعاية وكفالة عائلة الزوجة". تضيف أنّ "المرأة تعي خطورة الطلاق لكنّ التقاليد ما زالت تؤثّر على انتشار هذا الوعي وتجعل هاجس الطلاق مسيطراً"، موضحة أنّ "المطلقة تحظى بدعم كبير من محيطها بعد طلاقها. كذلك فإنّها تقيم احتفالاً وتحرص على الظهور بأبهى حلّة بعد انتهاء العدّة، فتتزيّن وتخضب يديها ورجليها بالحناء، فيما تردد صديقاتها أغاني شعبية تحمل معاني العزاء والمواساة".

 

العربي الجديد