هذا هو مصير "ماكيشران" الرافض لعروض مدريد ومانشستر

جمعة, 27/01/2017 - 09:55

نشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية تقريرا بمناسبة اللقاء الذي سيجمع فريقي تشيلسي وبرينتفورد في إطار كأس الاتحاد الإنجليزي السبت المقبل، تحدثت فيه عن اللاعب الشاب جوشوا ماكيشران، الذي ترعرع في نادي تشيلسي ولعب في الأصناف الشابة للمنتخب الإنجليزي، وتلقى عروضا من ريال مدريد ومانشستر، ولكن الحال انتهى به في فريق برينتفورد في دوري الدرجة الثانية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته عربي21، إنه قبل سبع سنوات من الآن انتصر المنتخب الإنجليزي على نظيره الفرنسي، في نصف نهائي كأس أوروبا للناشئين تحت 17 سنة. وكان حينها منتخب الناشئين الفرنسي يضم لاعبا شابا يدعى بول بوغبا، وفي المقابل كان الفريق الإنجليزي يضم في وسط ميدانه النجم جوش ماكيشران، ولكن بينما حقق بوغبا شهرة ونجاحا كبيرين مع جوفنتس ومانشستر، يعيش ماكيشران في المقابل وضعية مغايرة تماما في فريق برينتفورد المغمور في الدرجة الثانية الإنجليزية.

ونقلت الصحيفة عن ماكيشران حديثه عن أيام الشهرة والنجاح حين كان لاعبا صاعدا يحقق الانتصارات مع المنتخب الإنجليزي وتسعى أكبر الفرق الأوروبية لضمه، حيث قال: "في ذلك الوقت كنت متفوقا جدا على اللاعبين الآخرين من أمثال بول بوغبا، لقد كنت أعرف هذا اللاعب ولكنه لم يكن يلعب مع الفريق الأول في مانشستر، بل كان مع فريق الشبان والاحتياطيين حين كنت أنا في تشيلسي ألعب مع الفريق الأول".

وأشارت الصحيفة إلى أن ماكيشران كان فعلا قبل سنوات من الآن متفوقا جدا على بقية اللاعبين، فهو تم اكتشافه من قبل كشافي نادي تشيلسي وهو في عمر السابعة في مدينة أوكسفورد الواقعة في جنوب شرق البلاد، وقد تطور مستواه بشكل لافت وكان يوصف بأنه واحد من أفضل المواهب الشابة في خط متوسط الميدان في العالم.

وقبل أن يتجاوز عمره الخمسة عشر سنة، كان جوشوا ماكيشران يتدرب مع الفريق الأول، وفي عمر الستة عشر سنة كان يسافر مع الفريق في تنقلاته، ولعب أول مباراة له مع تشيلسي في رابطة الأبطال الأوروبية في سن السابعة عشر، وبما أن الآمال المعقودة عليه في ذلك الوقت كانت كبيرة جدا، فإنه لا أحد توقع أن ينتهي المطاف بهذا اللاعب بعد سبع سنوات بالضبط في فريق برينتفورد، حيث سيواجه في يوم السبت فريقه الذي تكون فيه في إطار منافسات كأس الاتحاد الإنجليزي.

ونقلت الصحيفة عن "جوش" قوله: "عندما كنت في سن السادسة عشر، كانت فرق ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد ترغب في ضمي إلى صفوفها. عندما جاء وكيل أعمالي وأعلمني بالأمر، لم أصدق في البداية، لقد كان أمرا مدهشا. لقد عرضوا عليا نقلي مع عائلتي إلى مدريد في إطار عقد مدته خمس سنوات، ولكنني في ذلك الوقت رفصت وقلت لهم أنني أريد أن أبقى في فريق تشيلسي".

وفسر ماكيشران هذه الخيارات التي اتخذها حينها بالقول: "في ذلك الوقت اعتقدت أنني سأحقق كل ما أحلم به مع فريق تشيلسي، فحينما التحقت بالفريق الأول شعرت بأنني سأنجح وقلت في نفسي إن الخيار الصائب هو أن أرفض عرض ريال مدريد، ولكن الآن عندما أنظر إلى الوراء أشعر بالندم على هذا الخيار".

وذكرت الصحيفة أن ماكيشران لعب في سبع عشرة مناسبة في موسمه الأول مع تشيلسي تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، حيث يقول ماكيشران: "لقد كنت مقربا جدا من أنشيلوتي، ذات مرة كنا منهزمين بهدف مقابل صفر ضد فريق مانشستر سيتي في ملعبه، فأقحمني المدرب في وسط المباراة، كان من الواضح أنه يثق بي وينتظر مني الكثير. ولكن لسوء الحظ غادر أنشيلوتي بعد ذلك، وجاء المدرب أندري فيلاش بواش، وقد أحضر معه لاعبين آخرين يريدهم هو، وكان من الصعب علي في سن السابعة عشر أن أحظى بثقته مجددا".

وأضافت الصحيفة أن جوشوا ماكشيران تعرض لانتكاسة بعد رحيل أنشيلوتي، حيث ظهر في خمس مناسبات فقط قبل أن يغادر الفريق نهائيا الصيف الماضي متجها لفريق برينتفورد مقابل نصف مليون جنيه إسترليني. وقد عانى فريق تشيلسي في السنوات الماضية من التذبذب، حيث أنه عين 12 مدربا في 13 سنة، وهذا خلق ثقافة التغيير وحب النتائج ومنع منح الثقة للمواهب الشابة، واللاعب الوحيد الذي نجح في الاستمرار وسط كل هذه التغييرات والتذبذبات هو المدافع المخضرم جون تيري.

وقالت الصحيفة إن ماكيشران تعرض لانتقادات كبيرة من قبل المحللين، الذين اعتبروا أن سبب فشله هو حصوله على كثير من الشهرة والاهتمام في سن صغيرة، حتى تحول إلى لاعب مدلل، حيث وقع له الفريق عقدا وهو في سن 18 سنة بقيمة مليوني جنيه إسترليني سنويا، وكانت جميع المجلات الرياضية تتحدث عن مغامراته وعن سياراته الفاخرة.

ولكن ماكيشران ينفي هذا الأمر ويقول: "لقد واجهنا الكثير من الاتهامات من هذا النوع، أنا وبقية اللاعبين الشبان في تشيلسي وفرق أخرى ثرية مثل مانشستر سيتي. ولكن كل اللاعبين الذين أعرفهم لم تؤثر فيهم الشهرة والمال ولم يفسد ذلك مسيرتهم الرياضية. عندما وقعت ذلك العقد مع تشيلسي كنت أدرك أنني لم أضمن بعد مكانا في التشكيلة الأساسية، وكنت أعرف أنه سيتوجب عليا بذل الكثير من الجهد لإثبات قيمتي، ولكن يبدو أنني فشلت في ذلك".

وذكرت الصحيفة أن القطيعة النهائية بين ماكيشران وتشيلسي جاءت في سنة 2015، بعد سنوات كثيرة من الإعارة في مختلف الفرق، ويقول جوش حول هذا الأمر: "على مدى 15 سنة كان تشيلسي جزءا من حياتي، ولكنني لم أحظ بفرصة كافية، وعندما انتدبوا سيسك فبريغاس الذي يلعب في نفس مركزي عرفت أنني لن أحظى بفرصة أخرى، وحينها أردت أن أشعر بالاستقرار وأنهي هذه العلاقة، فقمت بتسوية وضعيتي المالية مع تشيلسي قبل عام من نهاية العقد وقررت أن أبدأ صفحة جديدة".